المجتمع المنغلق: عنز تبحث عن مذبحها - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المجتمع المنغلق: عنز تبحث عن مذبحها - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 02:52 صباحاً

العنوان من الأمثال المتحركة على ألسنة الناس منذ القدم ويتصل برجل يملك عنزا وأراد أن يذبحها فلم يجد سكينا لتذكيتها فتركها في الأخير، إلا أن العنز صارت تحرث الأرض برجليها حتى أخرجت سكينا مدفونة تحت التراب فنظر إليها الرجل وقال «عنز تبحث عن مذبحها» انتهت العنز إلى القدر وانتهت مقولته في مقام حكمة متوارثة عصية على الاندثار.

هذا في تقديري حال وواقع بعض المجتمعات العربية المنغلقة المنشغلة بصنع وتسمين ما يحول بينها وبين الانفتاح على التحولات الإيجابية من التسامح إلى قبول الآخر مرورا بأمور أخرى لا تقل أهمية، على أي حال صار واضحا عند البعض إسهام الانغلاق في تكوين التحزب وتمدد الرعاع ضد التنويرين، وفي الوطن العربي أمثلة أصابت كبد النسيج الوطني في البلدان التي تنتمي إليها برصاصة الانغلاق وتطاير شرار شرها خارج حدودها، هذا النوع كما يبدو يجافي السكينة، وإن بدا متماسكا عند الاتباع فهو في الحقيقة هش تعريه مخرجات النشأة على مشروع الخصومة في داخله، إما نتيجة تشدد في الولاءات أو تباينها، وفي المشهد لا تستبعد المصالح وتصفية الحسابات تلك السمة الملازمة المفتوحة على جر الويلات وإرباك الأجيال وتحريك اللا يقين، وهذه في تقديري نتيجة مرتقبة عند أي مجتمع منغلق حتى وإن تأخرت في الظهور.

في المجمل بين المجتمع المنغلق مكانيا أو مذهبيا أو قبليا مثلا وبين قبول الآخر في إطاره قبل الآخر البعيد مشكلة لا يستطيع مواجهتها أو التعامل معها نتيجة تدني الوعي الجمعي وتغييب فكرة استخدام العقل في فهم العالم وتجاوز الجهل والخرافات إلا بالطرق الملتوية، وإن حدث النصح والإرشاد؛ فالتفسير على الأهواء قاعدة عند الجمهور، وتحميل الناصح حتى وإن كان أمينا، والمرشد إلى الطريق الصحيح حتى وإن كان بمآلات الأمور عليما، ما لا يحتمل، والمؤسف أن الغايات كما يبدو كثيرا ما تأتي غير موزونة على منطق يمكن الوقوف أمامه، بل أقول حتى حوله أو على أطراف حدوده، عموما إذا تسيد غياب المنطق عن المشهد؛ فالنتيجة محسومة.

في الختام، كتبت في مقال سابق والمسافة بينه وبين هذا المقال بعيدة، ما معناه أن ثمة مجتمعات تأكل نفسها وتقدم الأجيال للمستقبل بطريقة خاطئة يصعب معها ترتيب الأوراق المتطايرة، واليوم أكتفي بعنوان المقال خاتمة. وبكم يتجدد اللقاء.

أخبار ذات صلة

0 تعليق