نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جليد «أنتاركتيكا» يحير العلماء - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 11 مايو 2025 02:48 مساءً
الشارقة: أحمد صالح
كشفت الصفيحة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» عن علامات نمو قياسية خلال الأعوام 2021-2023، بعد عقود من الذوبان المتسارع الذي كان يسهم بشكل كبير في ارتفاع منسوب البحار العالمية.
ورُصد هذا التحول المثير من خلال بيانات دقيقة جمعتها بعثتا GRACE وGRACE-FO الفضائيتان، اللتان تقومان بقياس التغيرات في مجال الجاذبية الأرضية لتتبع التقلبات في الكتلة الجليدية.
وكشفت الدراسة عن تحسن ملحوظ في كتلة الجليد، حيث تحولت الصفيحة من خسارة سنوية بلغت 142 غيغاطن خلال العقد السابق (2011-2020)، إلى اكتساب كتلة جليدية بمعدل 108 غيغا طن سنوياً في السنوات الثلاث الأخيرة.
وهذا التحول كان أكثر وضوحا في شرق أنتاركتيكا (شرق القارة القطبية الجنوبية)، وخاصة في منطقة ويلكس لاند-كوين ماري لاند، حيث شهدت الأحواض الجليدية الرئيسية الأربعة: توتن، جامعة موسكو، دينمان، وخليج فينسين، انتعاشاً ملموساً بعد سنوات من الخسائر الكبيرة.
ويعزو العلماء هذه الظاهرة غير المتوقعة إلى زيادة غير مسبوقة في هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، ما أدى إلى تراكم الثلوج بكميات تفوق معدلات الذوبان. وهذا النمو الجليدي كان كافيا لتعويض جزء من الخسائر المستمرة في غرب القارة القطبية الجنوبية، وساهم في تقليل الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر بنحو 0.3 ملم سنوياً، وهو تأثير، وإن كان صغيراً إلا أنه يحمل دلالة علمية مهمة.
لكن العلماء يحذرون من أن هذه الظاهرة قد تكون مؤقتة ولا تعكس بالضرورة تحولاً في الاتجاه طويل الأمد. فالصفيحة الجليدية القطبية الجنوبية، التي تحتوي على أكثر من نصف المياه العذبة في العالم، تظل أحد العوامل الرئيسية المقلقة في معادلة ارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب ذوبان غرينلاند والتوسع الحراري للمحيطات.
وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام أسئلة علمية جديدة حول ديناميكيات المناخ القطبي وتفاعلاته المعقدة، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آليات هذه التغيرات وتأثيراتها المحتملة على النماذج المناخية الحالية. بينما يقدم بصيص أمل مؤقتاً، يظل التحدي الأكبر هو تحديد ما إذا كان هذا الانتعاش الجليدي مجرد توقف مؤقت في مسار الذوبان المستمر، أم أنه يشير إلى تحول جذري في سلوك الصفيحة الجليدية الأكبر على كوكبنا.
أكبر غطاء جليدي
أنتاركتيكا هي أكبر غطاء جليدي في العالم، إذ تغطي حوالي 14 مليون كيلومتر مربع. يقع معظم سطح الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا على ارتفاع يزيد على 3000 متر فوق مستوى سطح البحر. تُغرق هذه السماكة الهائلة من الجليد سلاسل جبلية بأكملها، وتوجد براكين عديدة تحت هذا الغطاء الجليدي. أنتاركتيكا هي خامس أكبر قارة في العالم، وهي في المتوسط، أعلى وأبرد قارة.
توفر القارة القطبية الجنوبية سجلاً فريداً لمناخ الأرض في الماضي، من خلال السجل الجيومورفولوجي للرواسب الجليدية، ومن خلال نوى الجليد، ومن خلال نوى الرواسب في أعماق البحار، ومن خلال السجلات السابقة لارتفاع مستوى سطح البحر.
وتتألف القارة القطبية الجنوبية من ثلاث صفائح جليدية: الصفيحة الجليدية لشبه جزيرة أنتاركتيكا، والصفيحة الجليدية الغربية، والصفيحة الجليدية الشرقية. يغطي الجليد معظم مساحة أنتاركتيكا (نحو 98%)، مع وجود مناطق خالية من الجليد، على سبيل المثال، في جبال النوناتاك (وهي جبال شاهقة تبرز من خلال الصفيحة الجليدية)، وجزيرتي جيمس روس وألكسندر في شبه جزيرة أنتاركتيكا، ووديان ماكموردو الجافة في شرق أنتاركتيكا.
وتُستنزف الطبقة الجليدية في أنتاركتيكا بفعل تيارات جليدية سريعة التدفق، تستجيب بسرعة لتغير المناخ؛ إذ يمكن أن تترقق، أو تتسارع، أو تنحسر، أو حتى تتوقف تماماً عن التدفق. وتحت طبقة الجليد السميكة، توجد مياه جارية وبحيرات تحت جليدية. ورغم الجفاف وانخفاض درجات الحرارة، توجد حياة على الجليد، وفيه، وتحته.
وتنتهي الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا على اليابسة أو في البحر، كأرصفة جليدية عائمة أو أنهار جليدية أرضية أو عائمة. تحتوي الطبقة الجليدية في أنتاركتيكا على 25,400,000 كيلومتر مكعب من الجليد، والذي إذا ذاب، سيعادل ارتفاع مستوى سطح البحر 58 متراً
« 1 » . يزيد سمك الطبقة الجليدية على 4000 متر في بعض الأماكن، وفي بعض الأماكن، تستقر الطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا على عمق يزيد على 1500 متر تحت مستوى سطح البحر «2». سُجِّلت أبرد درجة حرارة على الإطلاق على الأرض في فوستوك: -89.2 درجة مئوية في 21 يوليو 1983. تُعد الوديان الجافة في أنتاركتيكا أكثر الأماكن تشابهاً على الأرض مع المناظر الطبيعية القاحلة للقمر والمريخ.
0 تعليق