في ظل الزحمة التقنية، ووسط التطبيقات التي تحسها فاهمة كل شيء إلا حياتك، أعتقد - من أعماق قلبي المتعب من خرائط متعددة «قوقل ماب، نفر ماب» أن هذه التطبيقات الأجنبية ما تعرف الفرق بين البيت والاستراحة والمزرعة والشاليه - أننا بحاجة لتطبيقات منا وفينا. تطبيقات تفهم أن «لف يمين بعد البقالة اللي سكرت قبل سنتين» هو توجيه معتمد محليا، بدلا من الطريق المنحدرة وبعد الدوار اسلك الطريق الثالث، وبدلا من فاتك المخرج، المخرج القادم لا يخدمك، جرب اللي بعده.

«حقيقة وليست مزحة: جرب أن تبحث عن دانكن في سوق الأغنام في الأحساء ستجده، ستذهب إليه وتكتشف أنها مزحة من واحد!».

بناء عليه: بالله، ليه ما يكون عندنا تطبيق اسمه «سعودي ماب» مدعوم ومزود بتصوير للشوارع ويبرز صورا للمتاجر ويحدث بشكل مستمر من المستخدمين ومن المطورين بدلا من تصوير شوارعنا وتقديمها مجانا لقوقل مع التحفظ الكبير على منحهم هذه الميزة.

تخيل تدخل التطبيق وتلقى خريطة فيها كل شيء: بيتك، بيت خالتك، باب الجيران اللي ما فتح أبدا من قبل كورونا، وكل الأبواب اللي يمر عليها مندوب التوصيل، مصورة، موصوفة، ومعها تعليمات دقيقة: «ضعه عند السطل الأحمر» وتُنطق باللهجة التي تحب: قصيمي، جنوبي، رياضية... الله يحييك مع قليل من التفخيم. «صور لي الأغراض بعد التسليم عشان أعرف إنه ما أخذ قطعة من الكنافة».

التطبيق ما يوقف عند الباب. لا يا عزيزي. سعودي ماب يدمج خرائط البريد السعودي، وإيجار، وتوثيق العقارات وأي نظام حكومي يخطر على بالك، واللي ما يخطر، بس خله يشتغل أول ونقول لهم: «أدمجوه، أدمجوا أبوه!» ما نوقف هنا، بل نربط التطبيق بكاميرات البيت. عشان تشوف مندوب التوصيل وهو يضيع، يرجع، يدق الجرس، ويحط الطلب ويصوره كأنه يقدم عمل فني لمتحف قديم. وهذا عمل أمني لطيف!

أيضا، ما يصير نصحى نلقى الشارع محفور، ننام نلقى الحفرة صارت مسبحا، وبعد أسبوع تصير ملعب سداسيات، ونكون آخر من يعلم! سعودي ماب المقترح سوف يعرض كل حفريات الأمانة من لحظة الحفر إلى لحظة «انتهى المشروع، عقبال الجيران».

حتى المرور يمكن أن يشارك في هذه الخريطة: تنبيهات بالحوادث، الازدحام، الشوارع المغلقة، التحويلات التي تبدأ وتنتهي دون سابق إنذار. توجيهات مباشرة من المرور «يا أخي لف يسار، والله الزحمة ما تخلص».

أيضا، الدفاع المدني سوف يشارك: مستوى التحذير من الغبار والأتربة: «اليوم لو طلعت من البيت، ارجع اغسل السيارة وغسل وجهك بعد، واغسل حوشك غسيل مرت أبو... على الطريقة الزعاقية، لأنه سوف يعود مرة أخرى!».
من وجهة نظري: سعودي ماب ليس تطبيقا فحسب... هذا مشروع قومي، وثقافي، وإنساني.

خريطة تجمع بين: المعلومة، الحفرة، العزيمة، التحذير، وبيت أبو محمد اللي له ثلاث سنوات «بيكمل ترميم».

يمكن أن يضاف لهذه التطبيقات عشر أفكار أخرى لا تنتهي، في سبيل أن ينجح ويُدعم، مثل أن يدمج معه النقل: مترو، نقل عام، وسيارات أجرة عالمية.

وبهذه الطريقة لا نكون عالة على Google Maps، ونعطيه معلوماتنا ونستعجب كيف يفهمنا ونحن من قدم له معلومات لا تنتهي تشكل نواة مشروعهم! مع كمية الأذونات الهائلة التي نقدمها للتطبيقات الأخرى، صارت تعرف ما نفكر فيه!

Halemalbaarrak@