من الفصول التقليدية إلى المدارس الذكية: كيف يغير الذكاء الاصطناعي التعليم - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الفصول التقليدية إلى المدارس الذكية: كيف يغير الذكاء الاصطناعي التعليم - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 12:17 صباحاً


من دراسة وخبرة عملية في مجال دمج التقنية في التعليم ومن خلال قراءاتي والبرامج التي أحضرها وتجربتي الشخصية في استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات تيسير التعليم العام والتعلم الشخصي، أجزم هنا بأن للتقنية دورا كبيرا في تيسير إجراءات التدريس وتعلم الطلاب وإجراءات التقييم على المعلمين والطلاب. كما تيسر التقنية وتسهل الأعمال الإدارية والفنية على طواقم العمل في المدارس على وجه الخصوص وفي الإدارات والمؤسسات الأخرى بشكل عام.

ولأهمية التكنولوجيا قامت وزارة التعليم بدمج التقنية والتكنولوجيا بشكلها الجديد في التعليم منذ أواخر القرن العشرين. فعملية دمج التكنولوجيا في التعليم كانت تعد سابقا عملية تدريجية، تطورت من أدوات بسيطة مثل جهاز عرض فوق الرأس إلى أنظمة معقدة تعزز إجراءات التعليم والتعلم. حيث شهدت وتشهد الممارسات التعليمية تحولات كبيرة خلال القرنين الماضيين، بدءا من إدخال أدوات أساسية مثل أجهزة الكمبيوتر بشكلها البسيط، وصولا إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر المتطورة والإنترنت والسبورات الذكية في مراكز مصادر التعلم وفي الفصول الدراسية والمعامل والمختبرات حتى وصلنا إلى استخدام تطبيقات المايكروسوفت ذات الوظائف المتعددة. وزاد الدمج سرعة وقفز قفزات هائلة أثناء جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى تبني وتطبيق الأدوات الرقمية والمنصات التعليمية الالكترونية في وقت قصير جدا. ومع وقوفنا على أعتاب ثورة الذكاء الاصطناعي، ودخوله في تشغيل هذه الآلات والحواسيب أصبح حتما علينا فهم الطريقة التي من خلالها يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل المشهد التعليمي وآثاره على إجراءات ونواتج التعليم والتعلم.

يشار إلى الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence AI) إلى أنه يحاول محاكاة عمليات الذكاء البشري (Human Intelligence) بواسطة تسخير أنظمة الكمبيوتر لأداء مهام تتطلب عادة ذكاء بشريا. حيث أصبح الذكاء الاصطناعي الآن محورا لمجموعة من التقنيات الناشئة، بما في ذلك تعلم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية والروبوتات. ولا يعتبر الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة تحولا تكنولوجيا فقط، بل أصبحا يمثلان أنموذجين جديدين لديهما القدرة على التعلم وإحداث تحول جذري في الممارسات التعليمية خلال الأعوام القادمة.

حيث تُطور الشركات المصنعة لنماذج الذكاء الاصطناعي مجموعات واسعة من التطبيقات التعليمية والإدارية. الأمر الذي سيجعل الذكاء الاصطناعي أداة ذات طاقة كامنة لدعم الطلاب والمعلمين. ومن الأمثلة البسيطة القائمة حاليا تطبيقات دعم «التعليم الشخصي»، التي تقوم على تحليل بيانات الطلاب، بما في ذلك طريقة وأنماط تعلم كل طالب وقياس مستواه التعليمي، ومجالات الصعوبة. ليقوم الذكاء الاصطناعي بتصميم الدروس وإجراءات التعلم وأنشطة التدريب الصفية والمنزلية وأنشطة وأساليب التقويم المناسبة لكل طالب وفق مستواه واحتياجاته.

ونتيجة لهذه العملية نستطيع أن نضمن - بنسبة عالية - جودة تعليم الطلاب وإنجازاتهم الأكاديمية وفقا لفئاتهم ومستوياتهم التعليمية، وأن يحصلوا بالإضافة لذلك على دعم مستهدف للتغلب على الصعوبات والتحديات لردم فجوات الفاقد التعليمي. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تقوم أنظمة التعلم التكيفية بضبط مستوى الصعوبة في التمارين بناء على أداء كل طالب، مما يساعد الطلاب على تعلم مهارات القرن الحادي والعشرين، والإتقان في اكتساب الكفايات التعليمية لكل مرحلة، بالإضافة إلى بناء الثقة الذاتية الداعمة لرفع مستوى التطور الشخصي. ولا خلاف في أن دخول الذكاء الاصطناعي يعد مفيدا لدعم المعلمين داخل الحجرات الدراسية، حيث تفاوت المستويات التعليمية للطلبة وأنماط تعلمهم.

عزيزي القارئ الكريم، لا أظنك تختلف معي في أن الذكاء الاصطناعي يعزز إمكانية الوصول لمصادر المعلومات لجميع الطلاب بشكل عام وأصحاب الهمم بشكل خاص، فعلى سبيل المثال يدعم الذكاء الاصطناعي مهارة التعرف على الكلام وفهم محتواه لمن يعانون من ضعف السمع، وتطبيقات تحويل النص إلى كلام للطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة، كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تحويل النصوص المكتوبة والمسموعة إلى نصوص مكتوبة بلغة برايل لغير المبصرين.

وبجانب ذلك، يمكّن الذكاء الاصطناعي المعلمين من إدارة المهام الإدارية المتعددة مثل تخطيط الدروس وعمليات التقييم وتتبع الحضور، مما يسمح لهم بالتركيز بشكل أكبر على التفاعل مع طلابهم لدعم عمليات التعلم من خلال الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر جدوى. ونتيجة لذلك يدعم الذكاء الاصطناعي تحسين إجراءات وعمليات التعليم ويحسن أيضا جودة نواتج التعلم.

ومع التطوير والتطور المستمرين في تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، أتوقع أن نرى تطبيقات أكثر ابتكارا وذكاء، ويتسع دور الذكاء الاصطناعي في التعليم بشكل أكبر لنرى مدرسة بمعلمين روبوتات، وإدارة مدرسية مشكلة من روبوتات تقوم بالعمليات التعليمية والإدارية بشكل مستمر وبمستوى أداء متصاعد ومدعوم من خلال تعلم الآلة المستمر. بجانب ذلك سوف ننتقل ونتحول من المدرسة المتعلمة إلى المدرسة الذكية بمعلمين روبوتات. وبما أن الشيء بالشيء يذكر أشكر الهيئة السعودية للبينات والذكاء الاصطناعي على مبادرة «سماي» التي تهدف إلى تثقيف وتدريب مليون مواطن في مجال الذكاء الاصطناعي، والشكر موصول لوزارة التعليم التي شاركت في المبادرة من خلال التعميم على جميع منسوبيها للتسجيل والتدريب.

وفي الختام، لا أبالغ إذا زعمت أن من لا يتثقف ويتعلم ويتدرب في مجال الذكاء الاصطناعي في زمن المضارع سيجد صعوبة كبيرة لفهمه في زمن المستقبل. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق