أغني أنت أم على حافة الإفلاس؟ - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغني أنت أم على حافة الإفلاس؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 03:53 صباحاً

مع فارق التشبيه - نوعا ما - استعد بكوب شاي خادر، وأبعد الجوال عنك، واستجمع قوى حواسك، واستمع واستمتع بما سأقوله لك.

علاقتك بالآخرين مثل حساباتك البنكية، وتعاملاتك الإنسانية مثل تعاملاتك البنكية، فهناك فتح حاسب، وهناك إيداع، وهناك سحب من الرصيد، وهناك تجميد حساب وهناك إعادة تفعيل للحساب... إلخ.

عندما تلتقي شخصا ما في مكان ما، تلقائيا ستبدأ التفكير في موضوع هل هذا اللقاء سيكون الأول والأخير؟ أم أنك سوف تخطط للقاءات أخرى؟ إذا قررت أن تستمر العلاقة أنت الآن فتحت لك حسابا عند هذا الشخص.

في اللقاءات التالية كل قول حسن منك وكل فعل جميل يعد إيداعا في حسابك عنده فتزيد محبته لك ويزيد رصيدك، ومع مرور الوقت والتوافق بينكما وقوة العلاقة يزيد رصيدك من المحبة والتقدير والميانة أكثر وأكثر، وعلى الجانب الآخر كل تصرف منك غير جيد هو سحب من الرصيد، ومع مرور الوقت وكثرة السحوبات قد ينفد الرصيد، فلا يبقى لك في قلب أخيك ود، فتنقطع العلاقة ويقفل الحساب.

وهذا يفسر لنا العلاقة التي تبدأ وتقوى ثم تضعف ثم تنقطع، ويفسر لنا العلاقة التي تكون كمؤشر الأسهم تارة في ارتفاع وتارة في انخفاض.

هناك علاقات يكون الإيداع فيها جيدا وربما ممتاز، ولا يكون فيها سحوبات تذكر، لكن الظروف تباعد بين الطرفين إما بحكم الدراسة أو العمل أو انتقال السكن أو غيرها من عوامل التفرقة فتبدأ العلاقة بالفتور وتصل حد الانقطاع، هنا لم يغلق الحساب بينكما لكنه دخل في مرحلة تجميد الحساب، فقد تلتقيان في مناسبة ما فتعيدان العلاقة وتعود المياه لمجاريها، وبهذا أنت قمت بتنشيط الحساب بعد ركوده، وقد تجمعكما مناسبة فتجد من صاحبك صدا وعدم رغبة في التواصل لاحقا لا لشيء أحيانا، إلا أن طول المدة ألغت عنده الرغبة في إعادة التواصل معك، وبهذا يكون قد طلب منك إغلاق الحساب.

هناك حسابات فتحت بينك وبين آخرين لست أنت من بدأها، ولم يكن لك خيار في إنشائها، وفي الوقت نفسه أنت مجبر على التعامل معها، في هذه الحالة احرص كل الحرص على الإيداع فيها بقدر ما تستطيع، وما يسمح به جهدك ووقتك ومالك، وابتعد على قدر ما تستطيع من السحب من تلك الأرصدة، واحذر من إغلاق تلك الحسابات، فالوالدان والأبناء والإخوة والأقارب وغيرهم ممن لا بد لك من التعامل معهم، اجعل حساباتهم أولوية لك، وصيانتها والمحافظة عليها على قدر عالٍ من الأهمية عندك.

وعلى جانب الأصدقاء والزملاء وبعض العلاقات الأخرى فالمجال فيها أوسع وأيسر، وتستطيع تقييم هذه الحسابات بين الحين والآخر، فتنمي الحساب الذي تريد، وتغلق الحساب الذي تريد، خصوصا تلك الحسابات التي تضرك أكثر مما تنفعك، وتؤخرك أكثر مما تساعدك على التقدم.

وبعد أن عرفت هذا انثر حساباتك بين يديك، وتأملها جيدا، وأجب عن الأسئلة التالية:

ما الحساب الجامد الذي يجب تنشيطه؟ أخت أنت بعيد العهد بها، صديق قديم، أستاذ من أساتذتك...إلخ.

ما الحساب الذي قصرت في الإيداع فيه؟ والداك، أبناؤك، جارك...إلخ.

ما الحساب الذي تودع فيه بكثرة دون عائد يستحق؟

كم رصيدك عند الحسابات ذات الأولوية؟ هل فيها من المحبة والود والتقدير ما يوازي أهميتها ودرجتها عندك؟ أم أن هناك قصورا في الرصيد؟

إن هذه المراجعات بين الحين والآخر تعيد لك التوازن في علاقاتك، وتنميها بشكل جيد، وتنقيها من بعض ما قد يشوبها، وتطلعك على ما لك عند الآخرين، قد تتفاجأ أنك على حافة الإفلاس عند أحدهم ممن تهمك استمرار علاقتك به فتبدأ بزيادة رصيدك، وقد تتفاجأ بفائض كبير عند شخص كان غيره يستحقه، وقد تظهر لك أمور أخرى كنت في غفلة عنها، فتعيدها لمسارها الصحيح.

دمتم ودامت أرصدتكم في قلوب أحبابكم عالية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق