تشهد تركيا تقلبات مناخية غير مسبوقة، مع تساقط الثلوج في تموز/ يوليو على مناطق في شرق البلاد، فيما تكافح فرق الإطفاء حرائق غابات عنيفة في الغرب، وسط موجة حر تضرب منطقة شرق المتوسط وتهدد بتوسع رقعة النيران، لا سيما في اليونان، حيث تتمدد الحرائق التي تسببت في إجلاء آلاف السكان والسياح.
وقالت وسائل إعلام تركية: إن الثلوج تساقطت على محافظات ريزه وطرابزون وبايبورت وأرضروم، في منطقة شرق الأناضول، في مشهد نادر الحدوث خلال هذا الوقت من العام.
وغطت الثلوج شريطاً بطول نحو 100 كيلومتر في شمال شرق البلاد، خصوصاً في منطقة أرتوين القريبة من الحدود مع جورجيا.
وقال الصحفي المحلي غنتشاه كرفضلي أوغلو من ريزه لوكالة فرانس برس: «عمري 65 عاماً، هذه أول مرة أرى فيها الثلج في يوليو»، مشيراً إلى أن الهطول استمر لخمس ساعات تقريباً، وبلغت سماكة الثلوج أكثر من 10 سنتيمترات في بعض المناطق.
وفي المقابل، وعلى بعد نحو 1600 كيلومتر غرباً، تكافح منطقة إزمير السياحية حرائق غابات عنيفة تؤججها رياح تصل سرعتها إلى 85 كيلومتراً في الساعة، وسط موجة حر يتوقع أن تصل فيها درجات الحرارة إلى 40 مئوية خلال الأيام المقبلة. كما حذّرت السلطات سكان العاصمة أنقرة من ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 36 درجة.
وفي محافظة طرابزون، هطلت أمطار غزيرة تحولت إلى ثلوج في المناطق الجبلية نتيجة انخفاض شديد في درجات الحرارة، بينما شهدت بايبورت تساقطاً ثلجياً مفاجئاً الخميس.
وفي اليونان المجاورة، اندلع حريق جديد أمس الجمعة، قرب منطقة كوروبي، على بعد 30 كيلومتراً شرق أثينا، بفعل رياح عاتية، ما استدعى إجلاء السكان برسائل نصية من هيئة الحماية المدنية.
وقال رئيس بلدية المدينة: إن الحريق «وصل إلى باحات المنازل»، فيما أكد نائبه أن جميع السكان في المناطق المعرضة للخطر تم إجلاؤهم.
وتدخلت قاذفتا مياه ومروحيتان لإخماد النيران التي أتت على أحراج وأشجار زيتون. ويأتي هذا الحريق غداة احتواء حريق آخر في رافينا، شرق أثينا، أدى إلى إجلاء نحو 300 شخص وتسبب في أضرار بمنازل ومركبات.
وفي جزيرة كريت السياحية، بدأ الحريق المستعر منذ الأربعاء بالانحسار، بحسب السلطات. وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء فاسيليوس فاتراكويانيس: إن «الجزء الأكبر من الحريق أُخمد، لكننا لا نزال نواجه بؤراً مشتعلة»، مضيفاً أن 230 رجل إطفاء و6 مروحيات و48 مركبة لا يزالون في حالة تأهب قرب مدينة إيرابيترا.
ووفق رئيس اتحاد أصحاب الفنادق، تم إجلاء نحو 3 آلاف سائح وألفي شخص من السكان ليل الأربعاء–الخميس، فيما لا تزال المنطقة مغطاة بدخان كثيف يعيق عمليات التبريد.
ورغم أن اليونان بقيت نسبياً بمنأى عن موجة الحرّ الأوروبية الكبرى التي ضربت إسبانيا وفرنسا والبرتغال، تتوقع الأرصاد ارتفاع الحرارة في عطلة نهاية الأسبوع إلى 43 درجة في بعض المناطق، ما يزيد من خطر اندلاع حرائق جديدة، خصوصاً في أثينا وأتيكا، حيث تبقى فرق الطوارئ في حالة استنفار. (وكالات)