الأمم المتحدة تواجه أزمة غير مسبوقة في الذكرى الثمانين لتأسيسها - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمم المتحدة تواجه أزمة غير مسبوقة في الذكرى الثمانين لتأسيسها - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:09 صباحاً

تواجه الأمم المتحدة أزمة غير مسبوقة في الذكرى الثمانين لإنشائها، وسط تراجع حاد في التمويل، واتهامات بالعجز، وتساؤلات متزايدة حول قدرتها على الاستمرار في أداء دورها في عالم تسوده النزاعات والكوارث الإنسانية والاستقطاب السياسي.
ويوافق يوم الخميس الذكرى الثمانين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيو 1945 في مدينة سان فرانسيسكو، وهو الميثاق الذي أسس المنظمة الدولية التي انطلقت رسمياً في 24 تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه.
ويأتي هذا الاحتفال وسط أزمة متعددة الأوجه تضرب المنظمة الأممية، في ظل انتقادات متزايدة لشلل مجلس الأمن، وفشل المجتمع الدولي في التوافق حول النزاعات الكبرى، وخصوصاً في أوكرانيا وغزة والسودان، حيث استخدم أعضاء دائمون في المجلس حق النقض (الفيتو) لعرقلة القرارات.
وقال ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، إن الأمم المتحدة تمر ب«لحظة على قدر خاص من الصعوبة»، مشيراً إلى شعور واسع بخيبة الأمل بين الدول الأعضاء نتيجة غياب التحرك بشأن الأزمات الكبرى.
وأضاف أن النظام الأممي يواجه أزمة مصداقية، مع غموض يكتنف قدرة الأعضاء على إنقاذه سياسياً ومالياً.
من جهته، رأى روموالد سيورا، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية، أن الأمم المتحدة باتت أشبه ب«قزم سياسي»، محذراً من أنها تتجه إلى «تلاشٍ بطيء»، رغم استبعاده أن تختفي بالكامل بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
ولا يُحمّل الخبراء المنظمة المسؤولية الكاملة عن تراجع دورها، بل يشيرون إلى أن تعثّرها ناتج عن فشل الدول الأعضاء في التوصل إلى توافقات، وسط تصاعد النزعات الأحادية والتراجع عن المبادئ التعددية التي قامت عليها الأمم المتحدة.
وانتقدت غيسو نيا، من مركز «المجلس الأطلسي»، اتساع ظاهرة «منطق القوة» في العلاقات الدولية، معتبرة أن هذا المسار يبعد العالم عن القيم التي بُنيت عليها المنظمة عقب الحرب العالمية الثانية.
لكنها أعربت عن ثقتها بأن التمسك بهذه القيم سيبقي الأمم المتحدة حية، رغم ما وصفته ب«التوبيخ المتواصل» من دول، على رأسها إسرائيل، تتهم المنظمة بالتحيز ومعاداة السامية وهدر الأموال.
وفي خضم هذه التحديات، شدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على أن الأمم المتحدة «لم تكن يوماً أكثر ضرورة مما هي عليه الآن»، مؤكداً أن العالم يشهد حالياً أكبر عدد من النزاعات منذ عام 1945، بالإضافة إلى أزمات إنسانية كبرى تتطلب تحركاً جماعياً.
وقال غوتيريش إن «القيم التي نؤمن بها لم تكن يوماً أكثر أهمية، والاحتياجات العالمية لم تكن يوماً أعظم»، محذراً من خطورة خفض التمويل الذي تعانيه المنظمة، ولا سيما بعد تقليص المساهمات الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي محاولة لتحديث المنظمة وتعزيز فاعليتها، أطلق غوتيريش مبادرة «الأمم المتحدة 80» التي تتضمن سلسلة من الإصلاحات الجذرية، بينها الاستغناء عن آلاف الوظائف، في خطوة وصفها بالمؤلمة ولكنها ضرورية.
ورغم الانتقادات المتكررة للبيروقراطية وضعف الاستجابة، أشار ريتشارد غوان إلى أهمية الاعتراف أيضاً بما تحققه المنظمة على أرض الواقع، قائلاً إن العالم اعتاد على خدمات الأمم المتحدة دون تقدير كافٍ لنجاحاتها.
وتبقى الأمم المتحدة، رغم جميع العوائق، منبراً فريداً يجمع الخصوم ويمنح الدول الصغيرة صوتاً على الساحة الدولية. كما تواصل أذرعها الميدانية، مثل برنامج الأغذية العالمي، تقديم مساعدات حيوية، إذ ساعد البرنامج أكثر من 100 مليون شخص في 120 دولة العام الماضي، فيما تواصل قوات حفظ السلام الانتشار في بؤر النزاع لحماية المدنيين.
واعتبر سيورا أن الأمم المتحدة «كانت أداة رائعة»، محذراً من أن غيابها المفاجئ «سيجعل الأمور أسوأ بلا شك». (وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق