نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إعادة تعريف الأسرة، بناء الوطن بطريقة جديدة! - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 04:49 صباحاً
لعل عنوانا يتناول إعادة تعريف مفهوم الأسرة من شأنه أن يثير كثيرا من التوجس، ذلك أن أسرة كل فرد هي مقدس من مقدسات النفس عنده، وهو يرغب دائما بأن يُعرِّفها وفق قاموسه المفاهيمي، وبأن يراها من زاوية حياته الخاصة، وبأن يفهمها عبر سياقات وأساليب طريقته في ترتيب أولويات حياته وحياة أفراد تلك الأسرة، ولذا تتواصل النظرة إلى معنى الأسرة ومفهومها في جل سياقات الفكر الإنساني تحت مطرقة المشاعر، وسندان المخاوف والحرص على التماسك!
الأسرة كما نعلم هي ملاذ وملجأ، ومجرد تصور عدم وجودها عند أغلب الناس يعني حالة من القلق على المستقبل وليس الحاضر فقط، ولذا فالنظرة إلى الأسرة عند جل الناس تقع تحت تأثير الجانب النفسي، ولا يمكن فصلها عن هذا السياق مهما ذهبنا بعيدا إلى محاولة تفكيك معناها بطريقة علمية، ومن هنا تصبح النظرة إلى الأسرة صحيحة أكثر عندما نحترم البعد النفسي والعاطفي ونعترف به كمؤثر رئيسي لا يمكن إلغاؤه، ومن هنا نستطيع أن نقف على بداية طريقة إعادة التعريف وطنيا!
في مرحلة الانتقال لإعادة تعريف مفهوم الأسرة لا بد لنا أن نفهم بأن صناعة الأسرة هي مسألة تتم مبكرا منذ لحظة الزواج انتقالا إلى الإنجاب، وأن الأسرة التي لا تحدد منذ لحظات تكوينها الأولى طبيعة ما تريد أن تكون عليه، وتتعايش فقط مع الموروث المفاهيمي حول الأسرة قد لا تتمكن من لعب دور وطني مؤثر، ولهذا تحتاج كل أسرة ناشئة إلى فهم دورها داخل منظومتها ذاتها، وخارج هذه المنظومة في البيئة الملاصقة، وتلك البعيدة أيضا وهي المجتمع ككل.
ولأن الأسرة هي التي تكون المجتمع فإن من واجب أهل الفكر أن يصلوا بالمجتمع إلى مفاهيم علمية تتعلق بدور الأسرة تجاه الوطن والدولة والمجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار العامل النفسي وعدم المساس به. وعندما ينشأ مجتمع يضم أسرا قادرة على رسم خرائط طريق لها تنسجم مع حاجات المجتمع، وتستلهم عبر الخبراء ما أمكنهم استقراءه حول مستقبل الوطن، فإن هذا السياق البنائي لكل أسرة سيكون أكثر قدرة على خدمة المجتمع والدولة من مجرد ترك الأمور تسير من دون تنظيم.
إعادة التعريف إذًا تتعلق بجعل معنى الأسرة ومفهومها جزءا من المسيرة الوطنية الشاملة، وتحقيق وعي فكري مجتمعي مفاهيمي مدعوم بأفكار وتوجهات تتناغم مع خطة العمل الوطنية الشاملة، وهذا سيجعل كل أسرة تدرك أنها جزء من مسيرة كبرى جامعة، ما سيقلل من حجم الصراعات الأسرية، وسيصرف أنظار الأفراد داخل كل أسرة تجاه دورهم العام المطلوب بشكل أكبر.
0 تعليق