حذر خبراء نفسيون من انتشار ظاهرة تعرف باسم «FOPO»، وهي اختصار لعبارة «الخوف من آراء الناس»، معتبرين أنها باتت من أكثر التحديات النفسية التي تعيق تحقيق الأفراد أحلامهم، بفقدانهم الثقة بأنفسهم، خصوصاً في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة، وازدياد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال د. مايكل جيرفيه، عالم النفس الشهير ومبتكر المصطلح، إن «FOPO» أصبح بمثابة «وباء خفي» يؤثر على الأداء الشخصي والمهني للأفراد، ويؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والانشغال الدائم بنظرة الآخرين، وهو ما يستهلك موارد نفسية كبيرة ويؤدي في نهاية المطاف إلى الإرهاق الذهني والعاطفي.

وأضاف: «هذا النمط السلوكي يمثل آلية استباقية يحاول من خلالها الشخص كسب القبول وتفادي الرفض الاجتماعي، إلا أنه يقوده في النهاية إلى تقليل قيمة الذات والمقارنة المستمرة بالآخرين»، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.

وأوضح: «من بين أبرز الأمثلة الدالة على المعاناة من هذه الظاهرة، التظاهر بمتابعة برامج لا تهم الشخص، يقوم بها فقط ليواكب محيطه الاجتماعي، أو القلق من نظرة الآخرين أثناء اتخاذ قرارات بسيطة، مثل طلب الطعام أو مغادرة العمل قبل المدير».

ويؤكد الخبراء أن مفتاح التحرر من «FOPO» يبدأ بإعادة توجيه التركيز إلى الداخل، من خلال تبني إحساس واضح بالهدف الشخصي، بدلاً من البحث عن القبول الاجتماعي.