وقفت سيدة بعينين زائغتين وقلب يخفق بصوت عال وقدمين مرتعشتين أمام رئيس المباحث.. ومن دون مقدمات، وقبل أن يسألها عن أي شيء، أو يتحدث بكلمة واحدة، قالت له: «أنا قتلت أولادي التلاتة..كانوا نامين وقتلتهم..همّا دلوقتي في مكان أحسن».

أثارت هذه الجريمة التي وصفها البعض بأنها الأكثر مأساوية، غضباً واسعاً مغلفاً بالتعاطف، بعد أن أنهت أم مصرية حياة أطفالها الثلاثة خنقاً داخل فيلا في مدينة الشروق، ثم سلمت نفسها للشرطة في مكالمة مفصلية.

البداية.. ضغوط مادية وراء الجريمة

تفجّرت مأساة السيدة إثر تدهور وضعها الاقتصادي عقب انفصالها عن زوجها، الذي كان يدفع مصروفات الأطفال، لكنه توقف بعد فترة، مما تسبب في تراكم المصاريف المدرسية.

اعترفت هند أمام رئيس مباحث الشروق، بإنهاء حياة أطفالها: ميرا 9 سنوات، طه 8 سنوات، مصطفى 6 سنوات.

لحظة القتل.. التنفيذ في هدوء الصباح

بدأت القصة حينما انفصلت السيدة عن زوجها بسبب مشاكل أسرية، وظل الزوج لفترة يدفع مصروفات الأطفال، وبعد أن ازدادت المشاكل قرر الزوج قطع مصاريف الأطفال.

تدهورت الأوضاع المادية للسيدة وأطفالها بشكل حاد بعد الانفصال، لتجد نفسها وحيدة تواجه مسؤوليات ثلاثة أطفال في مراحل دراسية مختلفة، بمدارس خاصة.

مع اقتراب موعد سداد مصروفات المدارس، عجزت الأم عن دفع الرسوم، ولم تجد سبيلاً للوفاء بالتزاماتها وسط مطالبات متكررة.

ونتيجة الضغط النفسي والتوتر، أقدمت على إنهاء حياة الأطفال الثلاثة واحداً تلو الآخر خنقاً، ثم هاتفت المتهمة الشرطة وأبلغتهم بارتكابها الجريمة.

استسلام الأم والاعترافات الكاملة

وصلت قوة أمنية إلى موقع الفيلا بعد بلاغ الأم، حيث وجدوا المتهمة جالسة بجانب الأطفال وملامح الحزن تغمرها.

تم نقلها إلى القسم، واعترفت تفصيلياً بأن القشة التي قصمت ظهرها هي العجز عن توفير مصاريف المدارس، مشيرة إلى أن هذه الأزمة كانت نقطة الانهيار.

وحسب اعترافها بينما كانت تبكي، «لم أجد سبيلاً لسداد مصروفات المدارس.. شعرت بالعجز التام أمام تلبية احتياجاتهم.»

وقد أنهت حياتهم خنقاً بقطعة قماش، هكذا استكملت الأم حديثها عن الواقعة.

أمرت النيابة العامة بحبس الأم أربعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات، ووجهت لجنة الأدلة الجنائية برفع البصمات من داخل منزل الجريمة وتفريغ كاميرات المراقبة.

كما تُجرى التحريات لتحديد مدى وجود سابقة طبية أو نفسية لدى المتهمة.