كارول نافروتسكي.. «بولندا والبولنديون قبل كل شيء» - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كارول نافروتسكي.. «بولندا والبولنديون قبل كل شيء» - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 01:09 صباحاً

كتب المحرر السياسي:
يقال إن التاريخ هو السياسة في الماضي، والسياسة هي التاريخ المعيش، يمكن اعتبار هذا القول ذا دلالة بالنسبة لشخصية الرئيس البولندي الجديد كارول نافروتسكي، والذي فاز للتو في الانتخابات الرئاسية شديدة التنافس، بحصوله على 50,89% من أصوات الناخبين على حساب عمدة العاصمة البولندية وارسو رافاو تشاسكوفسكي. وقد فاز بهذه الانتخابات تحت شعار «بولندا والبولنديون قبل كل شيء».
الرئيس الجديد الذي ولد في مدينة غدانسك منذ اثنتين وأربعين سنة، تقلب في تجارب عدة من لاعب كرة قدم وملاكم في حلبات ضيقة إلى مقاعد الجامعة، حيث حصل على شهادة دكتوراه في التاريخ، أهلته لاحقاً للعمل في قطاع ذا صلة بالتخصص، سواء في متحف الحرب العالمية الثانية، أو معهد الذكرى الوطنية، وقد تولى إدارته بتعيين من البرلمان منذ حوالي أربع سنوات. وخلال قيادته لهذا المعهد جلب لنفسه الغضب الروسي الذي وصل إلى حد وضعه على قائمة المطلوبين على خلفية قيامة بالتخلص من رموز الجيش الأحمر السوفييتي في بلاده.
على الرغم من عدم الرضا الروسي عن أفكاره وتصرفاته قبل أن يصبح رئيساً، إلا أن أفكار نافروتسكي لا تصب في صالح أوكرانيا كما تثير قلق الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي، فهو مع إعطاء الأولوية للمواطنين البولنديين على حساب ما يقدم من مساعدات سخية للاجئين الأوكرانيين في البلاد، كما أنه لا يؤيد انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والأكثر من ذلك أنه يرى أن هناك نكراناً للجميل من قبل أوكرانيا، ويصف رئيسها فولوديمير زلينسكي بأوصاف صعبة. وهنا يتشابه مع المواقف الأمريكية في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب والتي تجلت في النقاش الحاد بين الرئيس الأمريكي ونائبه دي فانس من ناحية والرئيس الأوكراني من ناحية أخرى في البيت الأبيض.
وتقول الأخبار إن هناك رضا من قبل ترامب عن الرئيس البولندي الجديد حتى قبل أن يتم انتخابه، ومن ثم فالترحيب به سيكون حاراً، كما أن هناك ترحيباً كبيراً من قبل إيطاليا، والمجر، حيث يحكم اليمين القومي، وهو ذات التيار الذي يعبر عنه الرئيس الجديد. في المقابل هناك تخوفات على صعيد الاتحاد الأوروبي من أن تنعكس قناعات نافروتسكي في ما يتعلق بالمصالح السيادية لبلاده من ناحية أولى ومن ناحية ثانية معارضته للكثير من التوجهات على صعيد الحريات الاجتماعية والتي تطالب بها المؤسسات الأوروبية.
الرجل الذي درس الإدارة أيضاً إلى جانب التخصص في التاريخ، ومن ثم عمل في إدارة التعليم لسنوات في مسقط رأسه يدرك أن ما بعد الوصول إلى السلطة ليس كما كانت الحال قبلها، ومن ثم قد يضطر إلى الدخول في مواءمات من دون أن يعني ذلك تنازله عن قناعاته التي من الواضح أن حوالي نصف الشعب لا يرضى عنها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق