نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التقنيات المتقدمة محور التعليم الجامعي وتناسب احتياجات الطلبة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 25 مايو 2025 11:39 مساءً
العين: د. أحمد الرئيسي:
في ظل الاهتمام المتزايد لدولة الإمارات بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ومساراته الدراسية، وفي ضوء قرار تحويله إلى منهج دراسي في مختلف المراحل الدراسية، بدءاً من العام القادم كان تزويد جميع الطلاب الجامعيين، بغض النظر عن تخصصاتهم، بالمعرفة الأساسية في الذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدراتهم في التعامل مع التقنيات المتقدمة التي باتت تشكل أساساً لمختلف القطاعات الحيوية خطوة أساسية ومهمة.
يولي التعليم الجامعي في دولة الإمارات اهتماماً متزايداً بطرح مساقات وبرامج تخصصية في الذكاء الاصطناعي، حيث تُعدّ الجامعات الإماراتية من بين الروّاد إقليمياً في هذا المجال. كذلك تعتمد الدولة على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الصحة أو التجارة أو الأمن، والنقل، هادفة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
«جامعة الإمارات» أعلنت طرح مساقات في الذكاء الاصطناعي مكوّناً أساسياً ضمن المتطلبات الجامعية الإلزامية لجميع الطلبة، على اختلاف تخصصاتهم الأكاديمية، وذلك ضمن أجندة الجامعة للذكاء الاصطناعي 2025–2031، تشمل مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات مختلفة، مصممة لتناسب احتياجات الطلبة وتخصصاتهم، وتشمل: مقدمة في الذكاء الاصطناعي، وأساسياته وتطبيقاته، وللهندسة، وللطب، حيث يتوجب على الطلبة اختيار أحد هذه المساقات بناءً على تخصصاتهم الأكاديمية واهتماماتهم المستقبلية.
تعليم حديث
يشير الدكتور أحمد الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، إلى أن إدخال مساقات الذكاء الاصطناعي ضمن المتطلبات الجامعية، خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز دور الجامعة مؤسسةً تعليميةً رائدةً في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وتؤكد هذه المبادرة، إلى جانب جهود دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، التزام الجامعة توفير تعليم حديث ينسجم مع التوجهات الوطنية ويتماشى مع المستجدات العالمية في هذا المجال الحيوي، ويُمكّن الطلاب من اكتساب المهارات التي تساعدهم على مواجهة التحديات التكنولوجية المستقبلية، ومن ثم تمكينهم من التفاعل مع التقنيات الحديثة وتسخيرها في خدمة المجتمع وتنميته.
أما الدكتور فكري خرباش، عميد كلية تقنية المعلومات بالإنابة والمدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي، فقال: إن إدخال هذه المساقات ضمن المتطلبات الجامعية مهمة لتطوير مهارات الطلاب في الذكاء الاصطناعي. وهذه المبادرة تأتي ضمن أجندة الجامعة 2025–2031، وتهدف إلى دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي، عبر التخصصات الأكاديمية المختلفة، ما يعزز تجربة التعلم، ويُسهم في إعداد الطلاب لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مختلف القطاعات التي تقودها التقنيات الحديثة.
ويضيف: طوّر هذه المساقات نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، ويقدّم مساق «مقدمة في الذكاء الاصطناعي» نظرة شاملة على المفاهيم الأساسية لهذه التقنية، ويستهدف جميع الطلبة. ويتناول تاريخ الذكاء الاصطناعي وتطوره، وتأثيراته المجتمعية. كما يركز على دوره في التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والأتمتة، مع الإضاءة على تطبيقاته في قطاعات متنوعة، مثل الرعاية الصحية، والمالية، والفنون الإبداعية.
يناقش كذلك الجوانب الأخلاقية مثل التحيّز، والخصوصية، والتنظيم، ليتمكن الطلبة من التفاعل بحكمة مع التقنيات المدعومة به. ولفت إلى أنه وبإدراج الذكاء الاصطناعي مادة دراسية، تمهد الدولة الطريق لآفاق جديدة وواعدة في التعليم والتطور التكنولوجي، ما يعزز مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار، ويسهم في ترسيخ دعائم اقتصاد معرفي مستدام يتماشى مع مستهدفات مئوية الإمارات 2071.
ويركز مساق «أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته» على مفاهيمه الأساسية وتطبيقاته العملية، ويشمل مواضيع مثل: التعلم الآلي، ورؤية الحاسوب، ومعالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات. كما يستعرض تطبيقاته في المدن الذكية، والرعاية الصحية، والأمن السيبراني. ويتيح للطلبة اكتساب مهارات عملية بدراسات حالة وتمارين مختبرية.
أما مساق «الذكاء الاصطناعي للهندسة»، فيركز على تطبيقاته الهندسية. ويوفر مساق «الذكاء الاصطناعي للطب» للطلبة فهماً لتطبيقاته في الرعاية الصحية الحديثة، بما في ذلك التصوير الطبي، والتشخيص، واكتشاف الأدوية، والطب الشخصي.
أجندة خاصة
سبق لجامعة الإمارات أن أطلقت أجندة الذكاء الاصطناعي 2025-2031، تزامناً مع اعتماد مجلس الوزراء لموقف الإمارات بسياسة الذكاء الاصطناعي دولياً، وهي خطوة نوعية تعكس التزامها الراسخ بتعزيز مكانة الجامعة مؤسسة رائدة في التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع وتبني التقنيات الحديثة.
أجندة الجامعة تتمثل في تعزيز دورها مؤسسة أكاديمية بحثية شاملة، وخلق بيئة مبتكرة تستند إلى التقنيات المتطورة، سعياً إلى أن تكون في مقدمة الجامعات التي تدمج بين الذكاء الاصطناعي، والتعليم، والبحث الأكاديمي، والعمل الإداري، بما يسهم في خدمة المجتمع.
وتلتزم بدور ريادي في استشراف المستقبل وإعداد جيل من الشباب المبتكرين القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية. وتهدف إلى تعزيز دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية.
ويعمل مختبر الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الجامعة والذي يعدّ جزءاً من منظومة الثورة الصناعية الرابعة، التي تتبنّاها بإنشاء خمسة مختبرات جوهرية لدعم مسيرة الثورة الصناعية الرابعة في الدولة، على مشاريع وبرامج أكاديمية مبتكرة تهدف إلى خدمة المجتمع والطالب.
ويتوقع الباحثون أن يكون للذكاء الاصطناعي والتعلم العميق الدور الأعظم في تشخيص الأمراض بسرعة ودقة أكبر، قد تتجاوز القدرات البشرية. وسيكون للروبوتات المنزلية الذكية دور في مراقبة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم في أنشطة الحياة اليومية، مثل التأكد من تناول الدواء، ومساعدتهم على إعداد طعامهم، وممارسة الرياضة والحركة، ومتابعة أنشطتهم اليومية وإنشاء تقارير يومية لحالاتهم لتسريع التدخل وقت الحاجة.
0 تعليق