نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خبراء الشمّ.. مسيطرون في عطور مستحضرات الغسيل والاستحمام - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 07:16 مساءً
في المختبرات الكيميائية لشركة «سيمرايز» الألمانية، تترك رائحة الحمضيات أثرها على ثياب مجموعة من «أنوف» المستقبل، وهم خبراء شمّ يخضعون للتدريب لابتكار عطور مستحضرات للغسيل والاستحمام، تضاهي في تركيبتها أفخم العطور.
هؤلاء الأبطال المجهولون في عالم الغسيل ذي الرائحة الزكية، يؤثرون في مشاعر ملايين المستهلكين الذين غالباً ما تكون رائحة أي منتج عاملاً حاسماً في شرائهم.
وتُكتسب هذه المهارة في مدرسة العطور التابعة لشركة «سيمرايز» العالمية الانتشار، إحدى أكبر خمس شركات في العالم لتصنيع العطور والروائح لمستحضرات النظافة المنزلية والعناية بالجسم والمنتجات الغذائية.
بمقر الشركة في هولزميندن بالقرب من هانوفر في وسط ألمانيا، يتضمن برنامج كل صباح التمرين نفسه: التعرف بشكل عشوائي إلى 12 رائحة من بين عشرات الزجاجات المُصنّفة من المواد الخام.
و«الأمر أشبه بضبط آلة موسيقية» قبل العزف، بحسب الإسبانية أليسيا دي بينيتو كاسادو (32 عاماً) التي كانت عازفة بيانو محترفة قبل أن تغيّر مسارها المهني وتدرس صناعة العطور.
كانت أليسيا في مراهقتها تبتكر عطوراً خيالية تتناسب مع قصائدها ومقطوعاتها الموسيقية.
أما ما يهمها اليوم، فهو «ابتكار عطور قوية وجميلة بأسعار معقولة» للزبائن.
وتنطوي هذه المهنة على تعقيدات مفاجئة، ما يوضح سبب استمرار دراستها ثلاث سنوات. وقالت أتيّا سيتاي، وهي طالبة جنوب إفريقية تبلغ 27 عاماً، إن رائحة مُنعّم الأقمشة قد تحتوي على «ما يصل إلى 80 مكوّناً، أي أكثر بكثير من عطر الجسم الفاخر».
ويُفترض أن يكون «الأنف» الجيد، (وهي التسمية التي تُطلق على خبير الشمّ)، قادراً على تمييز أكثر من ألف رائحة، وهو معصوب العينين، «لكن حفظ نحو 500 رائحة عن ظهر قلب كافٍ لمعظم الأعمال اليومية»، على ما أوضح الطالب الصيني البالغ 31 عاماً شانغيون ليو.
في طفولته، كانت رائحة الياسمين الآسرة توحي له بزهرة جميلة. أما اليوم، فقال إنه يستطيع «التعرف إلى الجزيئات الكيميائية التي تُكوّن العطر».
يزِن الطلاب المكوّنات بدقّة، ويخلطونها، ويشمّونها، ويعيدون إنتاج تركيبات المنتجات الحالية لفهم بنيتها والتعمق فيها. ورأت أليسيا أن «ثمة حقيقة كامنة في جوهر كل عطر، ولكن ثمة أيضاً ابتكار ينبغي إضافته».
وأشارت إلى أن مواد كالقرنفل أو الورد «قد تبدو قديمة الطراز، ولكن يمكن دائماً إعادة ابتكارها».
وفي عملهم الابتكاري، يتعين على «الأنوف» مراعاة القوانين، إذ غالباً ما يضطرون مثلاً إلى «الاستعاضة عن المكونات المحظورة بجزيئات جديدة أكثر استدامة»، بحسب أتيّا.
ومن التحديات الأخرى ضرورة أن تتوافق عطور المنتجات المنزلية ومستحضرات التجميل مع أذواق كل سوق، إذ «قد يبدو شيء قديم الطراز في مكان ما جديداً في مكان آخر»، وفق شانغيون.
في الصين، اجتذب شامبو مستوحى من عطر «كوكو مادموازيل» من «شانيل»، ومُعزز بالباتشولي، زبائن من فئة الشباب، بينما يبدو في أوروبا أن عطراً كهذا لم يعد مواكباً لمتطلبات الزمن.
وبات الذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً مساعداً في التنبؤ بالعطور التي قد تنجح. ولكن «في النهاية، الكلمة الأخيرة تكون دائما للأنف»، على ما قال فوم إنده.
ويسافر المتدربون، وهم 5 من الدفعة التي أكملت تدريبها أخيراً، للعمل في فروع المجموعة ذات الحضور العالمي، إذ ستذهب أليسيا إلى مكسيكو، وأتيّا إلى ساو باولو وشانغيون إلى نيوجيرسي.
ولا يزال العاملون في هذه المهنة نادرين، إذ يعمل في هذا القطاع نحو 500 خبير عطور، من بينهم 80 في «سيمرايز» التي تضم 13 ألف موظف وتبيع 30 ألف منتج، نصفها عطور فاخرة وصناعية، ونصفها الآخر روائح غذائية، وهي الركيزة الثانية للمجموعة.
0 تعليق