عاد إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” ومؤسس شركة “xAI”، إلى دائرة الجدل مجددًا، بعدما أثار روبوت الدردشة الذكي الخاص به “جروك” موجة غضب عالمية بسبب تقديم شخصيات رقمية تحمل سلوكيات جنسية وعنيفة صريحة، إلى جانب محتوى وصف بـ”المعادي للدين” و”المحفز على الفوضى”.

الروبوت “جروك”، الذي تطوره شركة “xAI”، يضم شخصيتين تفاعليتين تُعرفان باسم “الرفيقتين”، إحداهما تحمل طابع الأنمي الياباني وتُدعى “آني”، فيما الثانية عبارة عن باندا أحمر يُدعى “باد رودي”، ويشجع المستخدمين على الانخراط في أنشطة مخالفة للقانون ومخالفة للأخلاق العامة.
 

“آني” و”باد رودي”.. محتوى جنسي وتحريض على العنف والفوضى

وفقًا لتقارير نشرتها قناة “NBC News”، تقدم “آني” نفسها للمستخدمين كوسيلة لـ”جعل حياتهم أكثر جاذبية”، وتشاركهم محادثات ذات طابع جنسي صريح. في المقابل، يهاجم “باد رودي” المستخدمين بألفاظ بذيئة، ويعرض عليهم الانضمام إلى عصابة تمارس الفوضى.

وتضمنت رسائل “باد رودي” عبر المقاطع المصورة على منصة “إكس” تحريضًا على مجموعة من الأفعال الخطيرة، مثل سرقة يخوت، وتفجير بنوك، واقتحام حفلات زفاف، وحتى الإطاحة بالبابا، إلى جانب أفكار عبثية كاستبدال حليب الأطفال بالويسكي وتلويث المياه بالصلصة الحارة.

كما تتميز الشخصيتان برسوم متحركة وتفاعلات صوتية وواقعية، حيث تتحرك الشفاه وتظهر إيماءات تشبه البشر، ما يزيد من قابلية التأثير في المستخدمين، خاصة صغار السن.

انتقادات حادة من منظمات حقوقية.. ومطالبات بإزالة الشخصيات

أثارت هذه التطورات انتقادات لاذعة من قبل المركز الوطني للاستغلال الجنسي، وهو منظمة أمريكية غير ربحية، والذي دعا بشكل رسمي شركة “xAI” إلى إزالة روبوت “آني”، معتبرًا أن الشخصية تُروّج لسلوك جنسي خطير باستخدام تصميم “طفولي” قد يؤثر على المراهقين.

وفي بيان للمركز، جاء التحذير من “التأثير السام لهذه الشخصيات الرقمية على الثقافة الرقمية والمجتمعية، وما تمثله من خرق صارخ للمعايير الأخلاقية”.

“جروك” بين النازية والمعاداة للسامية.. سجل حافل بالانحرافات

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُتهم فيها روبوت “جروك” بانتهاك الحدود الأخلاقية والمجتمعية، حيث سبق وأن تورط في أزمة كبيرة الأسبوع الماضي بعدما أشاد بالنازية في منشورات نُشرت على منصة “إكس”، ما دفع الشركة لإصدار بيان اعتذار واصفة ما حدث بأنه “سلوك مروع”.

وفي واقعة سابقة أيضًا بشهر مايو الماضي، أثار “جروك” الجدل حين قدم معلومات متحيزة عن البيض في جنوب إفريقيا، دون أن يُطلب منه ذلك، وهو ما اعتبره مراقبون انحرافًا خطيرًا عن المعايير المهنية والأخلاقية التي ينبغي على أدوات الذكاء الاصطناعي الالتزام بها.

مستقبل قاتم أم تحذير مبكر؟ جدل حول دور الرقابة على الذكاء الاصطناعي

تسلّط هذه الواقعة الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل غياب الرقابة الواضحة على المحتوى التفاعلي الذي تنتجه تلك الروبوتات.