كشفت جمعية الشارقة الخيرية عن دعمها لعلاج 1008 حالات مرضية داخل الدولة خلال النصف الأول من عام 2025، بإجمالي إنفاق 26.6 مليون درهم، في إطار برنامجها الإنساني المستمر لتوفير الرعاية الطبية للمحتاجين، وتخفيف الأعباء الصحية والمالية عن الأسر ذات الدخل المحدود، وذلك ضمن منظومة متكاملة تنفذها إدارة المساعدات الداخلية بالتنسيق مع القطاع الصحي.
وقال عبدالله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي بالجمعية، إن البرنامج العلاجي يُمثّل واحداً من أكثر البرامج طلباً وتأثيراً، ويجسد التزام الجمعية بتوفير الحق في العلاج كأولوية إنسانية لا تحتمل التأجيل، مشيراً إلى أن الحالات التي تم دعمها توزعت بين عمليات طارئة وفحوص متقدمة وعلاجات تخصصية دقيقة.
وأوضح أن المساعدات شملت مرضى يعانون أنواعاً متعددة من السرطان وحالات غسيل الكلى المزمن، وتركيب دعامات قلبية، ومرضى الكبد الوبائي المزمن، وعدداً من مرضى الأورام المتقدمة.
كما امتد الدعم ليشمل سداد فواتير علاجية حرجة لحالات من ذوي الدخل المحدود، إلى جانب توفير علاج متواصل لمرضى السكري، ارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوي، التصلب اللويحي، الربو، ونقص المناعة، إضافة إلى زراعة أعضاء لحالات مستعصية، منها زراعة الكبد، والنخاع، والقرنية.
وأشار ابن خادم، إلى أن الجمعية دعمت توفير أجهزة طبية لأصحاب الهمم مثل الكراسي المتحركة الذكية، وأجهزة التنفس، وسماعات الأذن، فضلاً عن إجراء فحوص تخصصية دقيقة مثل تنظير شبكية العين، وجراحات الأسنان المتقدمة، التي تُعد من أكثر التخصصات كلفة.
كما تكفلت الجمعية بإجراء تدخلات طبية نوعية لحالات مهددة للحياة، تضمنت عمليات القلب المفتوح، استئصال أورام، الجراحات العصبية الدقيقة، وتثبيت كسور متعددة، إلى جانب التكفل الكامل برسوم الولادة للحالات المتعثرة مالياً، بما في ذلك الولادات القيصرية والحالات الحرجة في أقسام الحضانة.
وأضاف أن الجمعية تعتمد في تنفيذ هذه المساعدات على شراكات فعّالة مع عدد من المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية والخاصة، ما يتيح الحصول على أسعار علاجية مخفضة، وهو ما يمنحها القدرة على تغطية أكبر عدد ممكن من الحالات ضمن الميزانية المتاحة، مع الحفاظ على جودة الرعاية.
وأكد ابن خادم، أن إدارة المساعدات تعمل وفق منظومة دقيقة تشمل التحقق الاجتماعي، والتقييم الطبي، والمراجعة المالية، لتقديم المساعدة فقط لمن يثبت احتياجه الحقيقي، مع ضمان الشفافية الكاملة في آليات الصرف، وضمان وصول الدعم إلى المستحقين دون استثناء.
ولفت إلى أن مشروع الدعم العلاجي سيظل أحد أوجه العطاء الأساسية في استراتيجية الجمعية، نظراً لارتباطه المباشر بكرامة الإنسان وحقه في الحياة، داعياً جمهور المحسنين إلى الاستمرار في دعم هذا البرنامج، لما له من أثر فوري في إنقاذ الأرواح، وصون الأسر من الانهيار أمام فاتورة العلاج.