نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عقدة الخرائط والمساعدات تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 01:28 مساءً
رغم مرور أكثر من أسبوع على بدء مفاوضات جديدة في العاصمة القطرية الدوحة، تعثرت محادثات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، وسط تبادل الاتهامات وتضارب التصريحات، ما أدى إلى تعطيل التوصل إلى اتفاق كان يُفترض أن يُعلن خلال الأيام الماضية، وفق مصادر مطلعة على مسار التفاوض.
اتهامات متبادلة.. وصفقة لم تكتمل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن حكومته قبلت مقترحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، لإنجاز صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح رهائن، لكنه اتهم حماس برفض المبادرة، والإصرار على "إعادة التسلح والبقاء في غزة"، على حد تعبيره. وقال نتنياهو: "نريد صفقة، لكننا نرفض صفقة تُبقي حماس قادرة على تكرار جرائمها".
في المقابل، نفت حركة حماس عبر قيادي بارز تحدث لـ "بي بي سي" أن تكون قاب قوسين من توقيع اتفاق، معتبرة أن ما يُشاع "مجرد تسريبات إعلامية لا تعكس واقع المفاوضات"، محملة إسرائيل مسؤولية الفشل بسبب إصرارها على شروط "غير قابلة للقبول".
عقدة "خرائط الانسحاب"
أبرز الخلافات التي فجّرت الجولة الخامسة من المحادثات تتعلق بنطاق الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. فبينما قدمت إسرائيل رسالة مكتوبة تتحدث عن "منطقة عازلة" بعمق 1 إلى 1.5 كيلومتر، فإن الخريطة التي قدمها الوفد الإسرائيلي لاحقًا حددت مناطق أوسع بكثير، تشمل:
مدينة رفح بالكامل
قرابة 85% من قرية خزاعة شرق خان يونس
أجزاء كبيرة من بيت لاهيا وبيت حانون شمالًا
الأحياء الشرقية لمدينة غزة، مثل التفاح والشجاعية والزيتون
وبحسب مصدر فلسطيني، فإن هذه الخريطة تضع نحو 40% من قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، وتحوّل غزة إلى "أرخبيل من الجيوب المعزولة"، وهو ما اعتبرته حماس محاولة لإعادة احتلال القطاع وتهجير السكان قسرًا نحو الجنوب.
المساعدات تحت النار
الخلاف الآخر يتعلق بآلية توزيع المساعدات. فبينما تطالب حماس بتوزيعها عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تسعى إسرائيل إلى تمرير المساعدات عبر ما يسمى بـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي كيان مدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة، وترفضه الأمم المتحدة باعتباره "غير حيادي".
منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت أنها سجلت 798 حالة قتل على ارتباط بعملية توزيع المساعدات، معظمها وقعت قرب مواقع تلك المؤسسة. كما أكدت تقارير طبية فلسطينية أن أكثر من 45 من الضحايا كانوا من النساء والأطفال المنتظرين للحصول على معونات.
استمرار الغارات وسقوط المزيد من القتلى
بالتوازي مع فشل المفاوضات، تواصل إسرائيل شنّ غارات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة. وقد ارتفع عدد القتلى منذ صباح الأحد إلى ما يزيد على 50 شخصًا، من بينهم طبيب بارز، د. أحمد قنديل، استُشهد في غارة على سوق شعبي بمنطقة السامر وسط غزة.
وفي مشهد مأساوي، سُجلت إصابات مباشرة برصاص حي في صفوف المدنيين أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات، وفق روايات شهود عيان، قال أحدهم لوكالة رويترز: "لا رحمة هناك، الناس يذهبون جائعين، لكنهم يعودون جثثًا في أكياس".
الأزمة في أرقام
أكثر من 200 قتيل فلسطيني خلال 48 ساعة الماضية، بينهم نساء وأطفال
نحو 45 قتيلًا من طالبي المساعدات
ما لا يقل عن 57،882 شهيدًا في غزة منذ أكتوبر 2023، حسب وزارة الصحة الفلسطينية
798 حالة قتل مرتبطة بتوزيع المساعدات، وفق الأمم المتحدة
هل تنجح الوساطة الأمريكية؟
رغم مشاركة وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين في محادثات الدوحة، إلا أن التقدم ما يزال محدودًا، خاصة في ظل تمسك كل طرف بشروط متناقضة. وتشير تقارير إسرائيلية إلى احتمال تقديم خرائط انسحاب جديدة قريبًا، لكن حماس تصرّ على العودة إلى خطوط ما قبل تجدد الحرب في مارس الماضي، ورفض "خطة تقزيم القطاع".
في الوقت ذاته، خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات بتل أبيب، طالبوا حكومتهم بإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن دون مزيد من المماطلة.
ختاما:تبدو فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار قريب في غزة ضئيلة في ظل خلافات جوهرية تتعلق بالسيادة والأرض والضمانات. وفي الوقت الذي تُستخدم فيه المساعدات كورقة تفاوض، يظل المدنيون هم الخاسر الأكبر في حرب مفتوحة بلا أفق، وسط تساؤلات متزايدة حول جدية الأطراف المتحاورة، وحدود الدور الأمريكي في وقف نزيف الدم.
0 تعليق