وفي منطقة القصيم، تتكامل العوامل المناخية والزراعية، ويشهد هذا المحصول توسعا ملحوظا في زراعته، مدفوعا بارتفاع الطلب عليه محليا وتزايد الوعي الغذائي لدى المستهلكين.

والقرع نبات يثمر من زهرة، ويحتوي في داخله على بذور، ما يجعله يصنف فاكهة من الناحية العلمية، إلا أن مذاقه المحايد واستعماله في الطهي يجعلان منه خضارا من حيث الاستخدام.

ويتنوع شكله بين الكروي والبيضاوي، بألوان جذابة مثل البرتقالي، والأخضر، والأصفر، والأبيض، ويعرف بفوائده الصحية العديدة، ومنها تعزيز صحة البصر، وتقوية المناعة، ودعم القلب، والإسهام في تقليل الوزن، إلى جانب فوائده للبشرة والشعر، واحتوائه على عناصر مغذية وسعرات منخفضة.

والتقت وكالة الأنباء السعودية بالمزارع صالح بن حمد الصعب، الذي تحدث عن تجربته قائلا: زراعة القرع في القصيم ليست فقط ممكنة، بل مجدية ومبشرة، وهناك أكثر من نوع من بينها القرع العسلي، والقرع الجوزي، واليقطيني، وحتى القرع الإسباجيتي الذي يلقى رواجا متزايدا.

وأوضح أن لكل نوع من القرع استخدامه وفائدته الخاصة، ويستخدم القرع العسلي في الحساء والمخبوزات، ويعد القرع الجوزي مصدرا غنيا بالبيتا كاروتين، ويستخدم القرع الإسباجيتي بديلا صحيا للمعكرونة، أما القرع الأبيض، فله حضور لافت في المناسبات والزينة، خصوصا خلال المواسم.

وأفاد بأن القرع لا يستخدم فقط غذاء، بل يمكن تحويله إلى منتجات متعددة مثل مربى القرع، وزيوت البذور، وشوربة القرع، وفطائر، وحتى أقنعة طبيعية للبشرة.

وأشار إلى أن القرع يعد محصولا اقتصاديا واعدا، لا يتطلب كميات كبيرة من المياه أو المبيدات، ويمكن تخزينه لفترات طويلة دون أن يفقد قيمته، مؤكدا أن استخدام أنظمة الري بالتنقيط وتنوع الأصناف المزروعة ساعدا في رفع جودة المحصول وزيادة إنتاجيته، مشيدا بزيادة الوعي المجتمعي بأهمية القرع بصفته غذاء صحيا، مبينا أن هناك فرصة كبيرة لتطوير صناعات غذائية قائمة على هذا المحصول، تتنوع ما بين العصائر، والأطعمة المجففة، والمنتجات التجميلية.

ويعَد القرع من المحاصيل الواعدة التي تسهم في دعم الأمن الغذائي المحلي، إلى جانب تحقيق عوائد اقتصادية جيدة، ما يعكس الدور المهم للقطاع الزراعي في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة بالمملكة.