نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رؤية جديدة لسلوك إيران الإقليمي: بين الردع وبناء النفوذ - الهلال الإخباري, اليوم السبت 5 يوليو 2025 11:21 مساءً
العلاقات الإقليمية لإيران من أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط، نظراً لتشابك العوامل التاريخية، وتداخل الأبعاد المذهبية والجيوسياسية. ويزداد هذا التعقيد في ظل تحولات النظام الدولي، وتبدّل أولويات الفاعلين الإقليميين، ما يجعل من فهم السلوك الإيراني ضرورة لفهم توازنات المنطقة بأكملها.
في هذا السياق، يأتي كتاب «الاستراتيجية الكبرى لإيران.. تاريخ سياسي» للمفكر والأكاديمي الأمريكي-الإيراني ولي نصر، ليقدّم قراءة موسّعة لمسار السياسة الخارجية الإيرانية، تعتمد على تحليل تحوّلات الدولة منذ نشأتها الحديثة، وصولاً إلى دورها في المعادلات الإقليمية الحالية.
يسعى الكتاب إلى تفكيك البنية العقلية التي حكمت سلوك طهران خلال العقود الأربعة الماضية، مستعرضاً ما يسميه «استراتيجية المقاومة»، ولكن من زاوية براغماتية بعيدة عن الشعارات، تستند إلى تأمين المصالح وبناء شبكات النفوذ، لا إلى تصدير الثورة أو الانطلاق من اعتبارات دينية خالصة. ومن خلال هذا التناول، يدعو المؤلف إلى إعادة النظر في التصورات السائدة حول إيران، معتبراً أنها تتحرك ضمن منطق الدولة، لا بمنطق الثورة المستدامة.
ينطلق الكتاب من المحطة المفصلية المتمثّلة في الحرب العراقية الإيرانية، والتي شكّلت لحظة تأسيسية لوعي النظام الإيراني حيال التهديدات الإقليمية. تلك الحرب الطويلة دفعت طهران إلى تعزيز أدوات الردع، من خلال بناء قوة عسكرية نظامية، وعبر تشكيل شبكات إقليمية متداخلة، أصبحت لاحقاً ركيزة أساسية في مقاربتها للأمن الوطني. ويُبرز المؤلف كيف تحوّلت هذه التجربة من حالة دفاعية إلى نهج استراتيجي شامل، يستثمر في الفراغات السياسية في دول المنطقة.
يتناول المؤلف في تحليله الوسائل التي اعتمدتها إيران لمدّ نفوذها، من خلال دعم أطراف محلية في عدد من الدول، وتوظيف الانقسامات السياسية والطائفية لتعزيز مواقعها. ويشير إلى أن طهران استخدمت هذه الشبكات بوصفها أذرعاً غير مباشرة لإدارة الصراع وتخفيف الضغط على الداخل، دون الانجرار إلى مواجهات عسكرية مفتوحة. وفي موازاة ذلك، لجأت إلى التفاوض التكتيكي في ملفات حسّاسة، مثل البرنامج النووي، مستندة إلى مبدأ «رفع الكلفة على الخصم».
لا يفصل ولي نصر بين السياسة الداخلية والخارجية في الحالة الإيرانية، بل يرى أن القيادة السياسية كثيراً ما استثمرت في توترات الخارج لتعزيز تماسك الداخل، وتوجيه الرأي العام، وتحقيق توازن بين مراكز القوى المختلفة، وعلى رأسها الحرس الثوري. كما يناقش تأثير العقوبات والضغوط الدولية في صياغة سردية «الاستهداف الخارجي»، التي مكّنت النظام من تعبئة الشارع وتعليق المسؤولية عن الإخفاقات الاقتصادية على «الحصار المفروض».
يخصص الكتاب فصولاً لتحليل ما يصفه ب«سوء فهم الغرب لإيران»، مشيراً إلى أن النظرة التقليدية تختزل إيران في بعدها الثوري، وتتجاهل ما طرأ على النظام من تحولات بنيوية جعلته أكثر تمركزاً حول الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية. ويدعو المؤلف إلى التعامل مع إيران كفاعل سياسي عقلاني يسعى إلى تثبيت مواقعه ضمن نظام إقليمي متغير، وليس فقط كقوة أيديولوجية جامدة.
يوفّر هذا الكتاب إطاراً تحليلياً مفيداً لفهم السلوك الإيراني في علاقاته الإقليمية والدولية، وهو لا يهدف إلى تبرير السياسات، بل إلى تفكيكها من منظور علم السياسة والعلاقات الدولية.
في هذا السياق، يأتي كتاب «الاستراتيجية الكبرى لإيران.. تاريخ سياسي» للمفكر والأكاديمي الأمريكي-الإيراني ولي نصر، ليقدّم قراءة موسّعة لمسار السياسة الخارجية الإيرانية، تعتمد على تحليل تحوّلات الدولة منذ نشأتها الحديثة، وصولاً إلى دورها في المعادلات الإقليمية الحالية.
يسعى الكتاب إلى تفكيك البنية العقلية التي حكمت سلوك طهران خلال العقود الأربعة الماضية، مستعرضاً ما يسميه «استراتيجية المقاومة»، ولكن من زاوية براغماتية بعيدة عن الشعارات، تستند إلى تأمين المصالح وبناء شبكات النفوذ، لا إلى تصدير الثورة أو الانطلاق من اعتبارات دينية خالصة. ومن خلال هذا التناول، يدعو المؤلف إلى إعادة النظر في التصورات السائدة حول إيران، معتبراً أنها تتحرك ضمن منطق الدولة، لا بمنطق الثورة المستدامة.
ينطلق الكتاب من المحطة المفصلية المتمثّلة في الحرب العراقية الإيرانية، والتي شكّلت لحظة تأسيسية لوعي النظام الإيراني حيال التهديدات الإقليمية. تلك الحرب الطويلة دفعت طهران إلى تعزيز أدوات الردع، من خلال بناء قوة عسكرية نظامية، وعبر تشكيل شبكات إقليمية متداخلة، أصبحت لاحقاً ركيزة أساسية في مقاربتها للأمن الوطني. ويُبرز المؤلف كيف تحوّلت هذه التجربة من حالة دفاعية إلى نهج استراتيجي شامل، يستثمر في الفراغات السياسية في دول المنطقة.
يتناول المؤلف في تحليله الوسائل التي اعتمدتها إيران لمدّ نفوذها، من خلال دعم أطراف محلية في عدد من الدول، وتوظيف الانقسامات السياسية والطائفية لتعزيز مواقعها. ويشير إلى أن طهران استخدمت هذه الشبكات بوصفها أذرعاً غير مباشرة لإدارة الصراع وتخفيف الضغط على الداخل، دون الانجرار إلى مواجهات عسكرية مفتوحة. وفي موازاة ذلك، لجأت إلى التفاوض التكتيكي في ملفات حسّاسة، مثل البرنامج النووي، مستندة إلى مبدأ «رفع الكلفة على الخصم».
لا يفصل ولي نصر بين السياسة الداخلية والخارجية في الحالة الإيرانية، بل يرى أن القيادة السياسية كثيراً ما استثمرت في توترات الخارج لتعزيز تماسك الداخل، وتوجيه الرأي العام، وتحقيق توازن بين مراكز القوى المختلفة، وعلى رأسها الحرس الثوري. كما يناقش تأثير العقوبات والضغوط الدولية في صياغة سردية «الاستهداف الخارجي»، التي مكّنت النظام من تعبئة الشارع وتعليق المسؤولية عن الإخفاقات الاقتصادية على «الحصار المفروض».
يخصص الكتاب فصولاً لتحليل ما يصفه ب«سوء فهم الغرب لإيران»، مشيراً إلى أن النظرة التقليدية تختزل إيران في بعدها الثوري، وتتجاهل ما طرأ على النظام من تحولات بنيوية جعلته أكثر تمركزاً حول الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية. ويدعو المؤلف إلى التعامل مع إيران كفاعل سياسي عقلاني يسعى إلى تثبيت مواقعه ضمن نظام إقليمي متغير، وليس فقط كقوة أيديولوجية جامدة.
يوفّر هذا الكتاب إطاراً تحليلياً مفيداً لفهم السلوك الإيراني في علاقاته الإقليمية والدولية، وهو لا يهدف إلى تبرير السياسات، بل إلى تفكيكها من منظور علم السياسة والعلاقات الدولية.
أخبار متعلقة :