ترامب: نفذنا هجوماً ناجحاً على منشآت إيران النووية.. والوقت قد حان للسلام - الهلال الإخباري

رام الله - دنيا الوطن
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر الأحد، أن القوات الجوية الأميركية شنت هجمات جوية "ناجحة للغاية" استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، في خطوة وُصفت بأنها تحول كبير في مسار التصعيد بين طهران وتل أبيب.

وقال ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال"، إن قاذفات أميركية نفذت "ضربة دقيقة وفعالة" على المنشآت الإيرانية، مؤكداً أن "الطائرات الحربية غادرت المجال الجوي الإيراني وعادت بأمان بعد أن أسقطت حمولة كبيرة من القنابل على فوردو".

وفي رسالة موجهة إلى طهران، قال ترامب: "موقع فوردو انتهى.. وعلى إيران أن تقبل بإنهاء الحرب الآن". وأشار إلى أن العملية تمثل "لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم"، مختتماً رسالته بالقول: "الآن هو وقت السلام".

تحذير واضح لطهران وفي مقابلة هاتفية مع وكالة "رويترز"، شدد ترامب على أن "على إيران التوقف فوراً وإلا ستتعرض لمزيد من الضربات"، مضيفاً أن "إسرائيل الآن أكثر أماناً". كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيلقي كلمة مساء السبت لتوضيح تفاصيل العملية العسكرية التي وصفها بأنها "ناجحة ومخطط لها بعناية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن قاذفات B-2 الشبح نفذت الهجوم، باستخدام ست قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 E/B، المعروفة باسم "أم القنابل". كما أطلقت القوات الأميركية نحو 30 صاروخ "توماهوك" على منشآت نووية أخرى.

من جهتها، أكدت مصادر إيرانية رسمية وقوع الضربة الأميركية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار أن الضربات استهدفت مواقع فوردو ونطنز قرابة الساعة 2:30 فجراً بالتوقيت المحلي.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن سكان مدينة قم، القريبة من فوردو، سمعوا دوي انفجارات ضخمة، بينما أعلنت محافظة قم أن جزءاً من منشأة فوردو قد تعرض لقصف مباشر. كما أفاد شهود بوقوع انفجارات قرب أصفهان.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الحكومة أخلت مسبقاً المواقع الثلاثة المستهدفة خشية هجوم محتمل. فيما قالت مصادر أمنية إيرانية إن "الأضرار لا تزال قيد التقييم"، مضيفة أن المواقع "قابلة للإصلاح".

 وكان ترامب قد ألمح في الأيام السابقة إلى نية بلاده الدخول على خط المواجهة مع إيران، عقب تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب. وبحسب تقرير لشبكة ABC News، فقد تم تأجيل الضربة أسبوعين بسبب تحذيرات من مخاطر استهداف منشأة فوردو، المحصنة بعمق تحت الأرض، والتي قد تتطلب قنابل خارقة خاصة لا تمتلكها إسرائيل.

وأكدت شبكات أميركية أن العملية تمّت بتنسيق مباشر مع إسرائيل، التي كانت قد أبلغت الإدارة الأميركية بأنها لا تنوي الانتظار أسبوعين إضافيين للتفاوض مع إيران بشأن تفكيك البرنامج النووي، ملمحة إلى استعدادها للتحرك بشكل أحادي.

وبحسب تقارير متقاطعة من "فوكس نيوز" و"CBS News"، استخدمت الولايات المتحدة قاذفات B-2 وB-52 في تنفيذ الضربات، وأُطلقت القنابل الخارقة من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري باتجاه قاعدة أميركية في غوام. وأكدت وزارة الدفاع أن هذه القاذفات وحدها قادرة على حمل قنابل GBU-57 القادرة على اختراق التحصينات العميقة تحت الأرض.

وتزن القنبلة المستخدمة أكثر من 13 طناً، وتُعرف بدقتها التدميرية العالية، حيث يمكنها اختراق أكثر من 60 متراً تحت الأرض، ما يجعلها السلاح الأنسب لتدمير منشآت نووية مدفونة مثل فوردو.

يأتي هذا الهجوم في اليوم العاشر من المواجهة بين إيران وإسرائيل، التي شملت تبادلاً مكثفاً للضربات وتوتراً إقليمياً متصاعداً. وفيما تصرّ واشنطن على أن عمليتها لا تهدف إلى "تغيير النظام في طهران"، كما أكدت "CBS"، إلا أن الرسائل السياسية والعسكرية واضحة: البرنامج النووي الإيراني لم يعد خطاً أحمر غير قابل للمساس.