الهلال الإخباري

رعب وغضب في لوس أنجلوس بسبب شرطة الهجرة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رعب وغضب في لوس أنجلوس بسبب شرطة الهجرة - الهلال الإخباري, اليوم السبت 21 يونيو 2025 03:42 مساءً

لوس أنجلوس - أ ف ب
لسنوات طويلة، لم تكن الشرطة الأمريكية المعنية بشؤون الهجرة معروفة كثيراً من الرأي العام، لكن اسمها المختصر «آيس» بات اليوم في الأذهان منذ أن حوّل دونالد ترامب هذه الوكالة الفيدرالية ذراعاً مسلّحة لسياسته المعادية للمهاجرين، خاصة في مدينة لوس أنجلوس، التي اشتعلت بالاحتجاجات على مدار أيام.
وبعد مغيب الشمس في لوس أنجلوس، تثير مجموعة من نحو خمسين شخصاً ضجيجاً غير اعتيادي مع التطبيل على طناجر معدنية، والنفخ في أبواق أمام فندق ينزل فيه عناصر من شرطة الهجرة. ويرفع المتظاهرون شعاراً مستفزّا هو «لا نوم لآيس».
وقال ناثانايل لاندافيردي: «يرهبون مجتمعنا طوال النهار. ولماذا ينعمون بنوم هانئ ليلاً؟».
وعلى غرار الكثيرين من سكان كاليفورنيا، يشعر الشاب الحائز إجازة في علم النفس بالغضب، إزاء عمليات التوقيف العنيفة التي تطول مهاجرين غير نظاميين بأمر من إدارة ترامب.
وأثارت مشاهد لعناصر من «آيس»، ملثّمين، ويحملون بنادق هجومية أحياناً، وهم يطاردون المهاجرين، ويكبّلون أياديهم بالأصفاد في المحاكم والمزارع ومحطّات غسل السيارات، موجة من الخوف والغضب. وتنامى الجدل مؤخراً، في ظلّ توقيف أمريكيين بتهمة عرقلة عمل شرطة الهجرة. وحصلت هذه التوقيفات في لوس أنجلوس وطالت أيضاً شخصاً في نيويورك.
ويأمل لاندافيردي أن «يجعلهم الحرمان من النوم يعملون بفعالية أدنى، ويمسكون بعدد أقلّ من الأشخاص». ويرقص حوله عشرات الأشخاص وسط جلبة كبيرة أمام الفندق. وتصرخ امرأة في مكبّر للصوت، في حين يبثّ رجل يضع خوذة عازلة للضوضاء أزيزاً عالياً.
وعند تقاطع الطرق، يرفع متظاهرون لافتاتهم المكتوب عليها: «لا راحة لآيس»، و«آيس خارج لوس أنجلوس». ويطلق سائقون أبواقهم إعراباً عن تأييدهم لهم.
وتقول جولييت أوستن معلّمة الرقص البالغة 22 عاماً، وهي تعزف على أكورديون: «هم يمزّقون عائلات، ومن الفظيع رؤية ذلك في مجتمعي. لا يحقّ لهم أن يناموا إن كانوا يفعلون ذلك هنا».

- «شرطة سرّية»


وانتخب ترامب رئيساً لولاية جديدة، إثر حملة انتخابية تعهّد فيها طرد ملايين المهاجرين غير النظاميين. غير أن سياسته المناوئة للهجرة لا تلقى إجماعاً في بلد تقوم أجزاء كاملة من اقتصاده على اليد العاملة المنخفضة الكلفة التي يؤمنها العمال الأجانب في وضع غير نظامي.
كما يشكّل الأسلوب العنيف لعناصر إنفاذ القانون محطّ جدل.
ويحضر عناصر «آيس» ملثمين، في ممارسة شرعية، لكنها غير اعتيادية في البلد.
والشهر الماضي، تساءل الباحث والتر أولسون من معهد «كيتو» البحثي الليبرالي: «متى سيصبح لدولتنا شرطة سرّية؟». ولفت إلى أن «جعل المداهمات المنفّذة من عناصر ملثّمين ممارسة سائدة يندرج بالنسبة إلى إدارة ترامب في سياق مجهود أكبر للإفلات من أيّ مسؤولية في ما يخصّ أفعالاً قد تكون مخالفة للقانون أو للدستور».
وفي كاليفورنيا، قدّم إلى البرلمان مشروع قانون تحت شعار «لا شرطة سرّية» ينصّ على حظر وضع اللثام على قوى الأمن، بمن فيهم العناصر الفيدراليون. وندّدت إدارة ترامب من جهتها بالمشروع، مؤكّدة أن وضع اللثام ضروري لحماية العناصر من ردود انتقامية.
وتحظى الوكالة الفيدرالية بدعم ثابت من ترامب الذي أشاد قبل بضعة أيّام بما يتحلّى به عناصرها من «قوّة مذهلة وعزم وبسالة».
لكن في لوس أنجلوس، يتعهّد السكان بعدم الاستسلام في وجه «آيس».
وتقول جولييت أوستن «هم بالنسبة لي نسخة حديثة في أمريكا من الغستابو»، أي الشرطة السرية في عهد الرايخ الثالث في ألمانيا.
وتضيف:«هذه المدينة ليست مدينة يمكن التلاعب بها. ولن ندع ذلك يحصل. ونحن لن نكلّ».

أخبار متعلقة :