الهلال الإخباري

انخفاض معدلات إنجاب المواطنين.. بين العمل والتحديات الاجتماعية - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انخفاض معدلات إنجاب المواطنين.. بين العمل والتحديات الاجتماعية - الهلال الإخباري, اليوم السبت 21 يونيو 2025 12:51 صباحاً

تحقيق: محمد أبو السمن

يختلف الجيل السابق من المواطنين في الإمارات عن الجيل الحالي، من حيث عدد الأبناء ونظرتهم إلى الإنجاب وضغوط انخراط المرأة الإماراتية في العمل وسط تحديات اجتماعية مستجدة اليوم.

في الماضي، كانت الأسر الإماراتية تميل إلى كثرة الإنجاب بكثرة، وغالباً ما كان عدد الأبناء يتجاوز 6 أو 7 أطفال في الأسرة الواحدة، هذا التوجه كان نابعًا من طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية آنذاك، حيث كانت الأسرة الكبيرة تشكل دعماً اقتصادياً واجتماعياً.

ومع تغيّر نمط الحياة وتسارع وتيرتها، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بتكاليف المعيشة والتعليم وتربية الأطفال، بات من الواضح أن هناك ظاهرة بتقليل عدد الأبناء لكل أسرة، فكثير من الأزواج يختارون الاكتفاء بطفلين أو ثلاثة، في محاولة لتحقيق التوازن بين متطلبات الحياة وتوفير بيئة مستقرة لأبنائهم.

تقارير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، أشارت إلى أن معدل الخصوبة الكلي للمواطنين (طفل لكل امرأة إماراتية) وصل إلى 3.3 في العام 2019، وانخفض إلى 3.2 في العامين 2020 و2021، و3.1 في العام 2022.

وجاء في التقارير الإحصائية، على سبيل المثال إجمالي المواليد الإماراتيين في العام 2014 وصل إلى 34 ألفاً و618 مولوداً، وارتفع في العام 2015 إلى 34 ألفا و794 مولوداً، وانخفض في العام 2017 إلى 34 ألفاً و296 مولوداً، وفي العام 2018 بلغ 33 ألفاً و700 مولود، واستمر في الانخفاض في العام 2022، حيث بلغ 30 ألفاً و889 ألف مولود.

دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي لا تدخر جهداً من أجل تعزيز معدلات الإنجاب، وتنظم حملات توعية متواصلة، ونشرت في مختلف الأماكن العامة والشوارع عبارات تشجع على الإنجاب بين المواطنين ومنها، «الأسرة عزوتنا»، «كل طفل جديد في العائلة.. أمل جديد للوطن»، «زيادة العيال زيادة في الخير والبركة».

تحديات

المجلس الوطني الاتحادي سيناقش موضوع تعزيز معدلات الإنجاب في الأسرة الإماراتية، الأربعاء المقبل، بعد أن تبنّى المجلس الموضوع لأهميته، وفي هذا الإطار عقدت لجنة الشؤون الصحية في المجلس مطلع العام الجاري حلقة نقاشية افتراضية حول الموضوع، تناولت العوامل المؤثرة في معدلات الإنجاب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتوصيات والحلول المقترحة لتعزيز معدل الإنجاب.

وأسفرت الحلقة عن تحديد أهم التحديات التي تواجه تعزيز معدلات الإنجاب، وهي العوامل الروتينية ضد الاستقرار الأسري منها طول ساعات العمل للأم والأب والضغط النفسي، وقلة وعي الجيل الجديد بثقافة الزواج وأهمية إنشاء الأسرة، والصحة العامة، وزيادة النفقات الأسرية وغلاء المعيشة، والعزوف عن الزواج، وزيادة حالات الطلاق الذي يؤدي إلى تفكك الأسرة.

وأكدت الحلقة أهمية وضع تشريعات تدعم الحياة الأسرية، وإعادة النظر بساعات العمل الطويلة، وتكثيف التثقيف الصحي، وإجراء الفحص الجيني قبل الزواج، وتقديم الدعم للأسرة، ودعم الزواج المبكر، وضرورة الادخار في السنوات الأولى من الزواج، وإحياء ثقافة الأسرة الممتدة والتمسك بالقيم الاجتماعية.

ومن جانب آخر، ناقشت اللجنة الصحية في المجلس خلال اجتماعاتها السابقة أسباب انخفاض معدلات الإنجاب في الدولة، والتحديات الصحية التي تواجه الأزواج الراغبين في الإنجاب، ومقارنة معدلات الإنجاب في الإمارات مع دول العالم، والمقترحات المقدمة لرفع معدل الإنجاب، وجهود الحكومة في هذا الشأن.

كما تطرقت إلى مدى مساهمة مراكز الإخصاب في دعم الأسر الراغبة في الإنجاب، والخدمات الطبية المقدمة في مراكز الإخصاب مقارنة بالتجارب والممارسات الطبية العالمية في هذا المجال، ومدى كفاية مراكز الإخصاب وفقاً للتوزيع الجغرافي للدولة، كما تم استعراض مبادرات دعم الصحة الإنجابية للمواطنين، وتقييم مدى تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية على الصحة الإنجابية، والربط الإلكتروني بين مراكز الإخصاب والهيئات الصحية، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع.

وسيتضمن تقرير اللجنة، الذي سيناقش يوم الأربعاء المقبل خلال جلسة المجلس العديد من التوصيات التي من شانها أن تعزز من رفع معدلات الإنجاب.

معادلة معقدة

«الخليج» التقت عدداً من المواطنين من مختلف الأعمار، وتحدثوا عن هذه القضية، حيث أشار البعض إلى أن الظروف الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم هي من الأسباب الرئيسية وراء تقليل عدد الأطفال، وآخرون ذكروا أن تربية الأبناء أصبحت أكثر تعقيداً وتتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، مما يدفع الأزواج للتفكير العملي عند اتخاذ قرار الإنجاب، وأوضح البعض أن دور المرأة في سوق العمل وتزايد المسؤوليات اليومية أثّر بشكل مباشر في حجم الأسرة، وأجمع المشاركون على أن هذا التغير يعكس تحوّلاً في الأولويات، حيث أصبحت نوعية الحياة والتربية الجيدة أهم من عدد الأبناء.

الدكتورة شذى الغزالي، أمّ لطفلين، وموظفة ورائدة أعمال، قالت «إن الحديث عن انخفاض معدلات الإنجاب بين المواطنين لا يمكن اختزاله في مجرد تراجع رغبة أو تغيير نمط حياة، بل هو نتيجة لمعادلة معقدة من الضغوط، والتطلعات، والتحولات المجتمعية العميقة».

وأضافت: «نحن اليوم نعيش في زمن تتقاطع فيه الأدوار، وتتسارع فيه المتطلبات، وأن المرأة الإماراتية باتت شريكة فاعلة في سوق العمل، وفي التنمية الوطنية، وفي الطموح الشخصي، وأن هذا التحول لم تصاحبه، تغييرات كافية في بنية الدعم الاجتماعي أو السياسات التي تجعل من الإنجاب ورعاية الأطفال أمراً متوازناً وعادلاً».

وأكّدت شذى الغزالي أن القرار بالإنجاب لم يعد قراراً عاطفياً فقط، بل أصبح قراراً «اقتصاديًا، نفسيًا، ومهنيًا»، مشيرة إلى أن السؤال الحقيقي اليوم هو: «كيف يمكن لأمّ أن توازن بين حلمها بالاستمرار في المساهمة المجتمعية وبين احتياجات طفلها الأول؟»

وأوضحت أنها لا ترى الحل في «حملات تشجيع الإنجاب»، بل في «بناء بيئة تجعل قرار الإنجاب قرارًا طبيعيًا، غير مكلف نفسيًا ولا مرهق عمليًا»، مضيفة: «أطمح لأن أعيش في مجتمع يُدرك أن الإنجاب قرار يحمل في طياته حياة جديدة، وأُمّاً تستحق أن تُحتضن».

زيادة المصاريف

وأوضح الدكتور عبد الله علي سعيد الكتبي، أنه قرر الإنجاب مباشرة بعد الزواج دون تردد، وأنه يفكر في إنجاب عشرة أطفال، مشيراً إلى أن أبرز التحديات التي تواجهه كربّ أسرة تتمثل في «المدارس الخاصة ومصروف التدريس»، واصفًا ذلك بأنه الهاجس الأصعب.

وأضاف أن متطلبات الحياة الحديثة مثل العمل، السكن، والتعليم، لم تؤثر في قراره بشأن الإنجاب، وبشأن السبب الرئيسي لانخفاض معدلات الإنجاب، مؤكدا أن «عدم قدرة الأسرة على تحمّل تكاليف الأطفال الجدد» هو العامل الأساسي، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لابتعاد الشباب عن الزواج من المواطنات هو تكاليف الزواج الباهظة.

تغير الحياة

وأشارت حسناء المطوع، أمّ لثلاثة أطفال، إلى أنها لا تفكر في إنجاب طفل رابع، وأن قرارها لا يرتبط بطبيعة عملها، بل بقدرتها النفسية والعاطفية على تقديم الرعاية الكافية.

وقالت إن تراجع معدلات الإنجاب في الإمارات مرتبط بتغيّرات نمط الحياة، من حيث المسؤوليات، والتحديات المحيطة بالأطفال، مبينة أن الأمهات في السابق لم يكنّ يحتجن إلى جهد كبير في متابعة التفاصيل اليومية، في حين أن الأم اليوم مطالبة بأن تكون حاضرة بشكل دائم، بسبب كثافة المؤثرات التي تحيط بالأطفال من المدرسة، والمجتمع، والتكنولوجيا.

وأوضحت أن البيئة المحيطة باتت أكثر خطورة، وأن هذا ما يدفعها إلى تفضيل عدد أقل من الأبناء، لضمان التركيز على الجودة لا الكمية، معتبرة أن تكاثر عدد الأبناء قد يؤدي إلى ضعف الانتباه للتفاصيل التي تؤثر في تنشئتهم، والمسؤولية النفسية باتت أثقل من ذي قبل، والرغبة في الإنجاب لم تعد مقتصرة على طرف واحد، بل أصبحت مشروطة بتوافق الطرفين، وأن كثيرًا من الأزواج اليوم يتفقون على الاكتفاء بطفلين أو ثلاثة، من أجل ضمان بيئة تربية متوازنة ومستقرة.

وبيّنت أن مفهوم الإنجاب في بعض الحالات ما يزال مرتبطًا برغبة البعض في إنجاب «ولد» بعد عدة فتيات، معتبرة أن هذا التوجّه مؤسف، لأن جنس المولود ليس قرارًا يُتخذ، وشددت على أن الأطفال جميعًا بركة، وأن التعامل معهم يجب أن يكون من منطلق الامتنان لا المفاضلة، مشيرة إلى أن التخطيط للإنجاب أمر ضروري، وأن تأجيله بعد الزواج لفترة محددة لا يُعد سلوكاً سلبياً، وأن العبرة ليست بعدد الأطفال، بل بمدى جودة الرعاية المقدمة لهم، قائلة إن طفلًا واحدًا قد يترك أثرًا أكبر من عشرة لا تُتاح لهم بيئة متوازنة.

ضغوط العمل

وأكدت حنان سليمان النعماني أمّ لأربعة أطفال، أن قلة الإنجاب في الإمارات خلال السنوات الأخيرة تعود إلى عوامل عدة، أهمها التوازن الصعب بين متطلبات العمل والمسؤوليات الأسرية، مبينة أن تجربتها الشخصية في العمل أرهقها جسدياً ونفسياً.

وأشارت إلى أن أوقات العمل الطويلة والاجتماعات المتعددة خارج المكتب، إلى جانب الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، تشكل عبئاً كبيراً على المرأة، ما يؤثر في قرارات الإنجاب، مؤكدة أن لكل امرأة منظورها الخاص فيما يتعلق بأهمية البيت أو العمل، فهناك من تعطي الأولوية للأسرة وتأسيس البيت بشكل صحيح، بينما تعتبر أخرى العمل أولوية ولا تتردد في التضحية بالإنجاب لأجل مسيرتها المهنية.

وقالت إن الاتفاق بين الزوجين على تأخير الإنجاب لسنوات طويلة قد يكون له آثار سلبية، حيث إن غياب الطفل قد يؤثر في توافق الزوجين، بينما وجود طفل يساعد في تقوية العلاقة الزوجية والتفاهم بينهما، مشيرة إلى أن التربية تقع على عاتق الأم بشكل أساسي، وأن غياب الأب قد يؤدي إلى ضعف في الانضباط والسلوك لدى الأبناء.

وأضافت أن هناك أسباباً أخرى تؤثر في قلة الإنجاب، منها الصدمات النفسية والتحديات الزوجية، بالإضافة إلى السلوكيات السلبية التي قد تردع الفتاة عن الزواج أو الإنجاب، كما أن ارتفاع تكاليف الزواج يمثل عائقاً أمام الشباب، ما يؤدي إلى تأخر الزواج وبالتالي تأخر الإنجاب، مشددة على أن الإنجاب ليس مجرد حمل فقط، بل مسؤولية كبيرة تتطلب تحملاً وصبراً في تربية الأبناء.

أولويات فردية

قالت عائشة الشامسي إن تكوين العائلة ما يزال هدفًا نبيلًا لدى الكثيرين، غير أنه بات في الظروف الراهنة يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وأن ضغوط الحياة وتحديات تربية الأبناء في ظل متغيرات اجتماعية واقتصادية متسارعة تجعل من الإنجاب مسؤولية كبرى، مؤكدة أنه لم يعد قرارًا فطريًا فقط، بل أصبح مرتبطًا بمعطيات الواقع.

وأشارت إلى أن كثيرًا من النساء يضعن في مقدمة أولوياتهن الاستقلال المالي وتحقيق الذات مهنيًا، قبل التفكير في الإنجاب، موضحة أن متطلبات سوق العمل تجعل من الصعب التوفيق بين الطموحات المهنية ومتطلبات الأمومة.

وأوضحت أن انخفاض معدلات الإنجاب يعود إلى عدة أسباب، أبرزها تأخر سن الزواج، إلى جانب تغير نمط الحياة والأولويات لدى الجيل الجديد، مضيفة أن بعض الأزواج يفضلون الاكتفاء بعدد محدود من الأبناء لضمان جودة تربيتهم وتوفير مستقبل أفضل لهم، ما يؤثر بشكل مباشر في المعدل الكلي للإنجاب.

تغيير الأولويات

أوضحت عائشة المعمري أن التحولات الثقافية والاجتماعية التي شهدتها الإمارات مؤخراً، لعبت دورًا حاسمًا في إعادة ترتيب أولويات المرأة، إذ باتت أكثر وعيًا وأكثر تمسكًا باستكمال تعليمها وتحقيق ذاتها مهنيًا قبل اتخاذ قرار الزواج أو الإنجاب، مؤكدة أن النظرة التقليدية لدور المرأة بدأت تتبدّل، مما أتاح لها مساحة أوسع لاتخاذ قراراتها بمعزل عن التوقعات الاجتماعية التقليدية.

وقالت: «الأمومة اليوم لا تُقاس فقط بعدد الأطفال بل بالجاهزية النفسية، والمهنية، والقدرة على التفرغ لتلك المسؤولية»، وترى أن المرأة أصبحت تدرك أهمية أن تكون مستعدة تمامًا لهذا الدور، دون أن يُفرض عليها ضمن جدول اجتماعي تقليدي.

وأشارت إلى أن الضغط المجتمعي على المرأة فيما يخص الإنجاب لا يزال حاضرًا، لكنه تراجع بشكل ملموس، خاصة في البيئات المدنية وبين الأجيال الجديدة، مشيرة إلى جهود الدولة في تعزيز دور المرأة من خلال إجازات الأمومة، وتوفير الحضانات في مواقع العمل، وبرامج دعم الأسرة، وأن التحديات الجوهرية ما تزال قائمة خصوصًا فيما يتعلق بكلفة المعيشة، وضغط العمل، وصعوبة تحقيق توازن حقيقي بين الدور الأسري والطموح المهني.

وأضافت قائلة إن التحدي الأكبر يكمن في قدرة المرأة على الجمع بين مسارين متوازيين هما: تحقيق الذات مهنياً، والحفاظ على توازن أسري مستقر، مؤكدة أن النساء في الإمارات أثبتن قدرتهن على النجاح في هذا التوازن.

وأشارت عائشة المعمري إلى أن أسباب انخفاض معدلات الإنجاب بين المواطنين عديدة: منها تغيّر نمط الحياة، وتأخر سن الزواج نتيجة تركيز الشباب والفتيات على التعليم والاستقرار الوظيفي أولًا، والاستعداد النفسي والمادي قبل الإقدام على خطوة الإنجاب، وأن الرغبة في الإنجاب ما تزال قائمة، لكنها باتت أكثر تعقّلًا وتخطيطًا من قبل.

الثقافة الجديدة

أكد مبارك الهلالي، لديه 12 من الأبناء، أن ثقافة جديدة بدأت تتشكل لدى الجيل الشاب المقبل على الزواج، لا ترفض الإنجاب، لكنها تعيد ترتيب أولوياته، معتبرًا أن هذا التوجه يعكس نضجًا في الفهم، لا تخوفًا من المسؤولية، وهذا الجيل يسعى إلى بدء الحياة الزوجية بالاطمئنان إلى جودة العلاقة الزوجية، والتأكد من الانسجام الحقيقي، قبل الدخول في مسؤولية الأبناء، مشيرًا إلى أن ضغوطًا اجتماعية ما تزال تُفرض نفسها خاصة من جهة أهل الزوجة للإنجاب المبكر، أحيانًا بدافع حماية العلاقة الزوجية.

وأوضح أن العدد «المثالي» من الأطفال في نظر الكثيرين بات يتراوح بين طفلين وثلاثة، بينما في الماضي كانت العائلة الكبيرة مصدر قوة، وكان الجميع يشارك في التربية، بينما أصبحت اليوم أكثر فردية، والوالدان يتحملان المسؤولية، وأن بعض الفئات التي تعتمد على مساعدين في المنزل تعيش تجربة الأبوة بشكل مختلف، حيث يغيب الحضور الحقيقي للوالدين.

وأشار الهلالي إلى أن أبرز ما يواجه الآباء من تحديات اليوم ليس المال، بل الوعي بكيفية الاستجابة لتوقعات الأبناء، وإدارة اهتماماتهم بما يتناسب مع قدراتهم وبيئتهم، داعيًا إلى تأهيل الآباء والأمهات في مهارات التخطيط الأسري، وإدارة الأولويات، وتقدير الذات ضمن إطار الأسرة، مشدداً على ضرورة وجود منظومة دعم مجتمعي شاملة، تشمل المدارس والجامعات والمؤسسات الإعلامية، لبناء وعي صحي حول الزواج والتربية والهوية الأسرية، والاحتفاء بنماذج النجاح في التوازن بين الطموح الشخصي وجودة الحياة الأسرية، حيث إن الجيل الحالي أكثر وعيًا وحرصًا على المعنى الحقيقي للأسرة، ويريد أن يُنجب بوعي، ويُربّي بحضور، ويمنح أبناءه ما يستحقون.

أخبار متعلقة :