نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قبل مونديال 2026.. كرة القدم تسرق الأضواء من الهوكي في كندا - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 11:03 مساءً
تورونتو – أ ف ب
مع اقتراب استضافة كندا لأول مباراة في كأس العالم 2026، بدأت ملامح التحول في المشهد الرياضي للبلاد تزداد وضوحاً، حيث تتصدر كرة القدم – أو «سوكر» كما تُعرف محلياً – قائمة الرياضات الأكثر شعبية، متجاوزة تقاليد راسخة لطالما احتكرها هوكي الجليد.
تورونتو تستعد لأول مباراة مونديالية
في 12 يونيو 2026، تستضيف مدينة تورونتو، المعروفة بتنوعها العرقي والثقافي، أول مباراة لكأس العالم في تاريخ كندا. وتُعد هذه الخطوة لحظة مفصلية في رحلة كرة القدم الكندية نحو العالمية، بدعم من موجات الهجرة التي غذّت نمو اللعبة في الأحياء والمدارس والنوادي.
كرة القدم تزدهر بين الأجيال الجديدة
أشارت تقارير مؤسسة «Jumpstart» لعام 2024 إلى أن كرة القدم أصبحت الرياضة الأكثر شعبية بين الشباب في كندا، متفوقة على السباحة والهوكي. ووفقًا للدراسة، فإن 62% من الشباب الكنديين مارسوا كرة القدم أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مقارنة بـ44% للسباحة و33% فقط لهوكي الجليد.
وتبرز الفروق العرقية في اختيارات الرياضة؛ إذ تُعد كرة القدم الخيار الأول لـ76% من الشباب العرب في كندا، تليهم الجاليات من جنوب آسيا بنسبة 69%، في حين جاءت نسبة البيض 58% فقط.
دوري كرة القدم في حي سكاربورو الشرقي بتورونتو
في حي سكاربورو الشرقي بتورونتو، أنشأ مجيد علي دورياً لكرة القدم يخدم الشباب، بدأ عام 1996 بـ34 لاعباً فقط، واليوم يضم أكثر من 1500 لاعب. ويقول علي إن الموجات المتتالية من المهاجرين – من الصومال، كوسوفو، أفغانستان وسوريا – أدت دوراً جوهرياً في توسيع القاعدة الجماهيرية لكرة القدم.
وأكد أن «الرسوم المتواضعة سهّلت الوصول للرياضة»، حيث لا تزال الكلفة الموسمية تقارب 100 دولار كندي فقط، مقارنة بتكاليف الهوكي الباهظة.
الرياضة وسيلة للاندماج والانتماء
يُشرف إريك ويكسلر على برنامج رياضي مخصص للأطفال في مؤسسة «وودغرين» الاجتماعية، يركّز على الرياضات منخفضة الكلفة مثل كرة القدم وكرة السلة. ويرى ويكسلر أن هذه البرامج تمنح المهاجرين شعوراً بالانتماء، خاصة أولئك القادمين من خلفيات اقتصادية صعبة.
وقال: «نحن لا نختار الرياضات عشوائياً؛ بل نتابع ما يريده الناس، وأين تكمن الطاقة»، مضيفاً أن كرة القدم أثبتت قدرتها على خلق بيئة حاضنة تعزز الهوية والانخراط المجتمعي.
المونديال لحظة فارقة في تاريخ كندا الرياضي
يرى ديف كوبر، أستاذ التربية البدنية في جامعة تورونتو، أن استضافة كأس العالم تمثل «حدثًا غير مسبوق» في تاريخ الرياضة الكندية. وأضاف: «لم نستضف أي مناسبة رياضية بهذا الحجم من قبل».
ومع إقامة المباريات في مدن مثل تورونتو وفانكوفر، من المتوقع أن يُشكّل الحدث دفعة كبيرة لاهتمام الشباب الكندي بكرة القدم، خاصة بعد التأهل التاريخي لمنتخب كندا إلى كأس العالم 2022 في قطر بقيادة ألفونسو ديفيس.
إلى «المستوى التالي»
على الرغم من بقاء عام كامل على البطولة، يقول ويكسلر إن الشباب الذين يعمل معهم يشعرون بالحماسة والترقب، ويدركون أن كأس العالم تمثل فرصة ذهبية لوضع كرة القدم الكندية على خارطة اللعبة العالمية.
وبينما تواصل كرة القدم النمو في ظل تراجع شعبية الهوكي، يبدو أن كندا تكتب الآن فصلها الكروي الجديد، بأقدام مهاجرين، وأحلام أطفال، في وطن يحتضن التنوع ويصنع التاريخ من جديد.
أخبار متعلقة :