نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحليل تأثير مبيدات على النحل تمهيداً لاستخدامها في فرنسا - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 06:42 مساءً
ينشغل علماء من أحد مختبرات أفينيون في فرنسا بجمع العشرات من حشرات النحل من حديقة وقياس تأثير المبيدات الحشرية عليها، فيما يُثار احتمال معاودة استخدام النيونيكوتينويد في المحاصيل الفرنسية.
ومنذ حوالى عشر سنوات، تعمل وحدة أبحاث «النحل والبيئة» على تطوير هذا النوع من الاختبارات، الفريد من نوعه في العالم والذي أتاح إثبات العواقب الضارة للمبيدات الحشرية، بما في ذلك النيونيكوتينويد، على مستعمرات الملقحات.
ويرى سيدريك ألو، مدير الأبحاث في علم الأحياء وحماية النحل في المعهد الوطني للبحوث الزراعية، أنه إذا اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية النص الذي اقترحه السيناتور الجمهوري لوران دوبلوم والذي من المقرر مناقشته في المجلس في نهاية مايو الجاري، فقد نشهد «خطوة إلى الوراء، في حين أن هناك الكثير من الأدلة على سمية النيونيكوتينويد».
يهدف مشروع القانون إلى «إزالة القيود على ممارسة الزراعة» ويرمي للسماح، بصورة استثنائية وفي قطاعات معينة بينها زراعة البندق والشمندر، باستخدام نوع من النيونيكوتينويد هو الأسيتاميبريد المحظور في فرنسا منذ عام 2018، بعد حملة طويلة من مربي النحل والمجتمع العلمي.
وتعمل فريدي جانّ ريشار، مديرة الأبحاث في علم الأحياء وسلوك النحل في الموقع التابع للمعهد الوطني للبحث الزراعي، مع نحل عسل حديث الولادة، إذ تضعها بالعشرات في «صناديق» من الزجاج الشفاف مزودة بأنابيب مملوءة بمحلول سكري.
وبمجرد خروجها من خلاياها، تتعرض لمبيد حشري من خلال الطعام. وتوضح ريشار «تمكنا من إثبات أن المبيدات الحشرية بالجرعات التي نستخدمها حالياً، لها تأثيرات غير مميتة على الملقحات».
ومع ذلك، فإن استخدام النيونيكوتينويدات، حتى بكميات صغيرة، يمكن أن «يغير سلوك النحل»، ما قد تكون له «تداعيات على مستوى الفرد أو المستعمرة» وفق الباحثة.
وبشكل ملموس، يمكن أن يكون للنيونيكوتينويدات، مثل غيرها من المبيدات الحشرية أو مبيدات الفطريات، تأثيرات على «قدرات التواصل والتوجيه لدى النحل»، خصوصاً النحل العامل الذي يغادر الخلية بانتظام لتغذية المستعمرة وضمان بقائها.
ويمكن أيضاً أن يطال التلوث البيض واليرقات والشرانق من النحل الذي يتلامس مع المبيد، عندما تذهب هذه الحشرات «للبحث عن الطعام أو جمع الرحيق أو حبوب اللقاح من الزهور»، على ما توضح فريدي جانّ ريشار. كما أن الملكة، التي تحتكر عملية التكاثر داخل الخلية، قد ترى أيضاً قدراتها تتغير ما قد يقوّض عملية التنمية الكاملة للمستعمرة.
وبعد تعرض النحل لمبيد حشري، يتم وضع علامة فردية على كل منها باستخدام شريحة وتتعامل جولي فورييه، مديرة المشروع في مجال السموم البيئية التجريبية، مع هذه المواد بعناية باستخدام ملاقط حشرات وباستخدام نقطة صغيرة من الغراء، تضع شريحة RFID (لتحديد الهوية بترددات الراديو) يبلغ عرضها مليمتراً واحداً فقط على ظهورها ويمكن أيضاً تزويدها برمز استجابة سريعة (QR) صغير وهو جهاز أحدث عهداً.
وتؤكد فورييه أن «وصول هذه التكنولوجيا سمح لنا بتحقيق تقدم كبير في مراقبة نشاط النحل».
ويطلق العلماء النحل على بعد كيلومتر واحد تقريباً من مستعمرتها، لمراقبة قدرتها على العودة إلى الخلية وتم تجهيز الخلية بعداد متصل بالرقائق يسجل اللحظة الدقيقة لدخول وخروج الحشرات بحثاً عن طعام لها وتقول جولي فورييه: إن النحل الذي لا يعود إلى خليته هي حشرات «ضائعة ينتهي بها الأمر بالموت في الحقل، لأن النحل المنزلي لا يستطيع العيش خارج مستعمرته».
وأحدثت هذه التكنولوجيا ثورة في الأبحاث المتعلقة بتأثير النيونيكوتينويد على النحل وتوضح فورييه «سمح لنا هذا بمعالجة مخاوف مربي النحل» الذين كانوا يشاهدون خلايا النحل فارغة تماماً، بسبب ارتباك النحل بفعل تأثيرات المبيدات الحشرية على أنظمته العصبية.
أخبار متعلقة :