صحافة الموبايل مستقبل الإعلام.. ندوة بمعرض الكتاب في مكتبة الإسكندرية - الهلال الإخباري

نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، ندوة تحت عنوان "صحافة المواطن وصحافة الموبايل"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

وجاء ذلك  بحضور عدد من الشخصيات الإعلامية والدبلوماسية، من بينهم القنصل الصيني العام بالإسكندرية يانغ لي، والكاتب الصحفي رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية.

وأدار الندوة الصحفية نسرين عبد الرحيم، مدير مكتب جريدة روزاليوسف، وشارك فيها الكاتب الصحفي خالد الأمير، وكيل نقابة الصحفيين الفرعية ورزقالطرابيشي نقيب الصحفيين  بالإسكندرية، والكاتب الصحفي جمال مجدي من بوابة الأهرام، كما شهدت حضور عدد من الصحفيين والمهتمين بالمجال الإعلامي.

صحافة المواطن.. بين الواقع والمسؤولية

وأكد   رزق الطرابيشي  أن صحافة المواطن أصبحت من الظواهر الرائجة في المشهد الإعلامي، لكنها تحتاج إلى تقنين وضبط حتى لا تتحول إلى فوضى إعلامية، مشددًا على أهمية أن تكون صحافة المواطن هادفة ومسؤولة، لا تروّج للشائعات أو تُستخدم للإساءة، داعيًا إلى استثمارها في دعم الإعلام الوطني ونقل الحقيقة.

ومن جانبه، أوضح خالد الأمير أن مصطلح "صحافة المواطن" ظهر لأول مرة في انتخابات أمريكا عام 1998، وازدهر مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بعد عام 2011. وأكد أن صحافة المواطن ليست بديلًا عن الصحافة المهنية، بل أشبه بـ "بريد القراء" في ثوب عصري، مشيرًا إلى أن العمل الصحفي يتطلب أدوات وضوابط أهمها الدقة والمصادر المتعددة.

وأضاف "الأمير" أن على نقابة الصحفيين العمل على تحديث التشريعات المنظمة للمهنة، بما يضمن حرية الحصول على المعلومات وضم صحفيين جدد وفق معايير مهنية واضحة.

صحافة الموبايل.. تطور طبيعي ومهارات متعددة

وتحدث جمال مجدي عن "صحافة الموبايل"، واصفًا إياها بالتطور الطبيعي للصحافة التقليدية، لما توفره من سهولة وسرعة في التوثيق والوصول إلى الجمهور، خاصة من خلال الصورة والفيديو.

وأكد "مجدي" أن صحافة الموبايل لا تقل مسؤولية عن الصحافة التقليدية، إذ يجب أن تلتزم بالمهنية والدقة رغم سرعة النشر، مشيرًا إلى أن الموبايل أصبح أداة رئيسية للصحفي، في ظل تحول الصحفي إلى "one-man crew" يجمع بين التصوير والمونتاج وتحرير المحتوى.

ونبّه "مجدي"  إلى بعض التحديات التي تواجه صحافة الموبايل، مثل قِصر عمر البطارية وصعوبة التوثيق الدقيق، بالإضافة إلى تحديات الذكاء الاصطناعي، الذي ساهم في نشر محتوى مزيف كما حدث في العاصفة الأخيرة التي ضربت الإسكندرية، حيث تداولت بعض المواقع فيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي على أنها حقيقية.

وفي مداخلة له، قال الصحفي أحمد بسيوني من وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التطور السريع في تكنولوجيا الإعلام، خاصة ظهور الذكاء الاصطناعي، يفرض تحديات كبرى على الصحفيين، مشيرًا إلى أن تأثير صحفيي السوشيال ميديا بات أوسع من صحفيي المؤسسات، وهو ما يتطلب تطوير أدوات الإعلام التقليدي لمواكبة الواقع.

تجارب ميدانية

واستعرض المشاركون عددًا من النماذج الميدانية لتجارب صحافة الموبايل، من بينها تغطية الصحفي جمال مجدي للعاصفة الأخيرة بالإسكندرية، من خلال حوار مصوّر مع الدكتور هشام العسكري، خبير الجيولوجيا والمناخ، حول أسباب الظواهر الجوية العنيفة، كما ذكر   تجربة أخرى مع الدكتور  عمرو حمودة، رئيس شبكة الإنذار المبكر بهيئة اليونسكو، حول الزلازل الأخيرة وتأثير التغيرات التكتونية.

توصيات الندوة

واختتمت نسرين عبد الرحيم الندوة بالتأكيد على أهمية تنظيم هذا النوع من النقاشات المهنية لتحديد أدوار الصحفيين في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، وأهمية وضع معايير واضحة تضمن حماية المهنة وتدعم تطويرها بما يواكب المستقبل، مشيدة بدور مكتبة الإسكندرية في دعم الوعي الإعلامي والثقافي.