شهدت منطقة وسط القاهرة مساء الإثنين 7 يوليو 2025، حريقًا ضخمًا اندلع داخل مبنى سنترال رمسيس، ما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود غطت سماء المنطقة، وأثار حالة من القلق بين المواطنين، خاصة مع الأنباء المتداولة عن تأثر خدمات البنوك، وتحديدًا ماكينات الصراف الآلي.

 أعلنت الإدارة العامة لمرور القاهرة عن إغلاق شارع رمسيس مؤقتًا لحين انتهاء أعمال الإطفاء، فيما تم فصل التيار الكهربائي والغاز عن المبنى كإجراء احترازي لتفادي أي امتداد للنيران أو حدوث انفجارات.

قوات الحماية المدنية بالقاهرة دفعت بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع الحادث، وتمكنت من السيطرة على ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى طوابق أخرى، كما نجحت في إنقاذ أربعة موظفين كانوا عالقين داخل مكاتب مغلقة، نتيجة كثافة الأدخنة وصعوبة الخروج، وأسفر الحادث أيضًا عن إصابة سبعة أشخاص باختناقات، تعاملت معهم فرق الإسعاف ميدانيًا دون الحاجة إلى نقلهم للمستشفيات، وفقًا لما أعلنه مرفق الإسعاف.

بالتزامن مع الحريق، تداول العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى من تعطل ماكينات الصراف الآلي في عدد من المناطق بالقاهرة، ما أثار تساؤلات حول علاقة الحريق بانقطاع الخدمات المصرفية الإلكترونية.

البنوك: بعض الماكينات تأثرت.. وأخرى لم تتضرر

 كشفت مصادر مصرفية مطلعة أن بعض ماكينات الصراف الآلي تعتمد في تشغيلها على خطوط الهاتف الأرضي، والتي قد تتأثر مباشرة بأضرار البنية التحتية الناتجة عن الحريق، خاصة أن سنترال رمسيس يعد مركزًا رئيسيًا للاتصالات. وأضافت المصادر أن هناك أنواعًا أخرى من الماكينات تعمل بشرائح اتصال موبايل، وهي لا تتأثر عادة بمثل هذه الحوادث، وهو ما يفسر استمرار بعض الماكينات في العمل بشكل طبيعي في الوقت الذي تعطلت فيه أخرى.

تدخل فني فوري وإصلاح الأعطال

وأكدت المصادر أن العطل لم يكن عامًا، بل محدودًا في نطاق بعض الماكينات المرتبطة بالبنية الأرضية المتضررة، مشيرة إلى أن الفرق الفنية التابعة للبنوك باشرت فورًا أعمال الإصلاح، وأعادت تشغيل عدد من الماكينات المتوقفة خلال ساعات من وقوع الحريق. كما تم اتخاذ إجراءات لتوفير بدائل للعملاء في المواقع التي تأثرت مؤقتًا بالخدمة.

ونفت المصادر أن يكون هناك خلل في المنظومة المصرفية ككل، مؤكدة أن ما حدث مجرد تأثير موضعي ناتج عن حادث طارئ، ويتم التعامل معه بالتنسيق مع شركات الاتصالات والجهات المختصة.

على صعيد آخر، لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة التي أدت إلى اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية تشير إلى وجود ماس كهربائي، إلا أنه لم يصدر حتى الآن بيان رسمي يحدد السبب المؤكد.

ويُعد سنترال رمسيس من المنشآت الحيوية في قطاع الاتصالات بالقاهرة، وتخدم بنيته التحتية عددًا كبيرًا من الجهات الحكومية والمؤسسات المالية، وهو ما يفسر تأثير الحادث على بعض الخدمات المرتبطة به، وعلى رأسها ماكينات الصراف الآلي.