كفر السنابسة تودع شهداء لقمة العيش.. قرية ترتدي السواد وتعلم معنى التكافل في وجه الفقد - الهلال الإخباري

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كفر السنابسة تودع شهداء لقمة العيش.. قرية ترتدي السواد وتعلم معنى التكافل في وجه الفقد - الهلال الإخباري, اليوم السبت 28 يونيو 2025 09:16 مساءً

قرية ترتدي السواد وتعلم معنى التكافل في وجه الفقد

في مشهد يوجع القلب ويبعثر السكون، خيم الحزن على قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، عقب الفاجعة التي أودت بحياة 19 شهيدًا من أبنائها في حادث مروع على الطريق الإقليمي أثناء رحلة بحثهم عن لقمة العيش.
ولم تكن الفاجعة مجرد خبر عابر، بل لحظة مفصلية توقف عندها الزمن في هذه القرية، وتبدلت ملامح الحياة فيها بالكامل، لتغدو صامتة وحزينة وخاشعة، كأنها دخلت في حداد جماعي طويل.

فالأرواح التي غادرت حملت معها جزءًا من روح المكان وأحالت تفاصيله اليومية إلى طقوس عزاء لا تنتهي ترسمها الدموع وتحييها الذاكرة، في شوارع خلت من ضجيجها المعتاد، ومنازل تحولت إلى محاريب للدعاء والصبر.

 

صمت ثقيل وظلال حزن في كل ركن

تطل عليك كفر السنابسة اليوم بوجه شاحب، حيث لا أصوات تسمع إلا همسات خافتة من الباعة والمارة، ولا موسيقى في وسائل النقل التي تمر كأنها تواسي أهل القرية، فيما الشوارع مزدحمة بالأجساد لكنها فارغة من الحياة، وكأنها تتنفس الصمت احترامًا للألم الساكن في القلوب.

 

الأذان يتحول إلى نداء عزاء

في لحظة الأذان، وعقب صوته الرخيم، أضاف المؤذن جملة واحدة بصوت مرتجف:
«فيه عزاء جماعي لشهداء الأمس».
عبارة هزت القلوب وأعادت للأذهان تفاصيل الحادث الذي وقع عندما انفصلت مقطورة عن شاحنة، لتصطدم بسيارة تقل مجموعة من العمال، ليصبح الحادث بمثابة ضربة قاسية أودت بأحلام ومصائر أسر بأكملها.

 

 

 

نساء بالسواد وصواني الطعام عنوان للتكافل

في مشهد يعكس قوة المجتمع الريفي المصري، بدت النساء وكأنهن جبال من الصبر، وهن يحملن صواني الطعام فوق رؤوسهن متجهات نحو بيوت العزاء المنتشرة، إذ لم تسلم دار في القرية من الحزن، كل بيت يستقبل المعزين، وكل أسرة تنعي شهيدًا أو أكثر والوجوه مهما تنوعت جمعتها المأساة.

 

أطفال مذهولون وقلوب تصبر بالصلاة

الرجال لا يخجلون من دموعهم، والنساء لا يجدن وقتًا للراحة، والأطفال يحدقون في وجوه الكبار، يحاولون فهم معنى الموت والغياب، وكل ذلك في خلفية قرية تبدو وكأنها دخلت في حداد أبدي لا يعرف متى ينتهي.

 

درس في الإنسانية من قلب المعاناة

رغم الألم، لم تنكسر القرية، بل تماسكت، وتحولت إلى مدرسة في الصبر والتضامن.
علمت الجميع أن فقد الأحبة موجع، لكنه لا يفرق إذا اجتمعت القلوب على المحبة، وعلمتنا أن الجنازات، مهما كانت موجعة، قد تحيي فينا أجمل ما في الإنسان من رحمة ومواساة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق