نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جهود طلابية لإعادة «المتسربين» إلى مقاعد الدراسة - الهلال الإخباري, اليوم السبت 28 يونيو 2025 07:27 مساءً
يفتخر الطلاب سعيد الرفاعي، وضحى الغزولي، وهدى النشبة، بنجاحهم في إقناع ثمانية طلاب بالعودة إلى الدراسة، في حملة لمكافحة التسرّب المدرسي الذي يطال قرابة 280 ألف طفل سنوياً في المغرب. ويدرس الطلاب الثلاثة في مدرسة جوهرة التي تستقبل أبناء الأرياف القريبة من مدينة تيفلت في ضواحي العاصمة المغربية الرباط.
ويقول مدير المدرسة سعيد تموح: إن بعض التلاميذ يعجز عن مواصلة الدراسة لأسباب ترتبط في الأغلب بالفقر والوضع الاجتماعي وأحياناً صعوبات في التعلّم.
ولمحاربة هذه الظاهرة، تستعين وزارة التربية الوطنية بالتلاميذ أنفسهم ليتواصلوا مع المنقطعين عن الدراسة قصد «استرجاعهم بدل أن يضيعوا مستقبلهم»، كما تقول ضحى الغزولي (15 عاماً). وتضيف الطالبة التي تغطي رأسها بقبعة تحمل شعار الحملة «من الطفل إلى الطفل»، «الحمد لله استرجعنا ثمانية من 17 من أصدقائنا.. سنعيد الآخرين أيضاً».
ويتابع زميلها سعيد الرفاعي (15 عاماً) «طبيعي أن تحزن عندما ترى أصدقاءك يضيعون، من الضروري أن تعمل على إرجاعهم للدراسة لينقذوا مستقبلهم».
وتبلغ حالات الانقطاع عن الدراسة لأقلّ من 18 عاماً مستويات كبيرة في المغرب تناهز 276 ألفاً سنوياً، أغلبيتهم في المستوى الإعدادي (نحو 160 ألفاً)، وفق المسؤول عن مدارس الفرصة الثانية بوزارة التربية الوطنية حساين أوجور.
ومن المشاكل الأخرى التي يعانيها قطاع التعليم العمومي، الاكتظاظ في المدارس وتراجع المستوى مقارنة مع التعليم الخصوصي، رغم العديد من برامج الإصلاح في العقود الماضية. ويسهم التسرّب المدرسي في تغذية الفوارق الاجتماعية، وهي معضلة أساسية في المملكة. فنقص التعليم مسؤول بنسبة 47,5 في المئة عن حالات الفقر، بينما يبلغ معدل الأمية 24,8 في المملكة التي يقارب عدد سكانها الـ37 مليوناً.
فرصة ثانية
في قرية مجاورة لمدينة تيفلت، تشرح ضحى الغزولي، وهدى النشبة، مشاركتهما في الحملة لمساعدة تلميذة جارة لهما. وتوضح هدى النشبة (16 عاما) «راجعنا معها بعض المواد الصعبة، وعرضنا عليها فيديوهات للأنشطة الترفيهية في المدرسة، الحمد لله أنها اقتنعت بعد مجهودات كبيرة».
ويلتحق العائدون بمدارس «الفرصة الثانية» لمتابعة حصص دراسية وأخرى في التكوين المهني (صباغة، حلاقة، طبخ...)، فضلاً عن أنشطة ترفيهية.
غير بعيد عن مدرسة جوهرة، تدير جمعية السلام بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، مدرسة أبي القاسم الشابي للفرصة الثانية حيث يحاول 110 طلاب وطالبات «طي الصفحة»، بتعبير أمين عثمان (17 عاماً) الذي عاد للدراسة هنا بعد عامين.
في إحدى القاعات، كانت بعض الطالبات يستمتعن بتزيين دمية في حصة لمهنة الحلاقة، وفي قاعة أخرى، يتدرّب طلاب على الصباغة، بينما يتابع آخرون في فصل مختلط حصة للغة العربية، في أجواء لا تختلف عن المدارس النظامية. وعند نهاية الموسم، يجتاز طلاب الفرصة الثانية امتحانات قد تؤهلهم للعودة إلى الدراسة النظامية، أو الالتحاق بمراكز التكوين المهني.
وبعدما عاد إلى الدراسة العام الماضي بمساعدة أصدقاء له، اختار أمين عثمان بدوره أن يشارك في حملة هذا العام من خلال لقاءات في دار الشباب في المدينة للتواصل مع فتيان وفتيات يعرفهم وآخرين التقاهم مجدداً. ويقول بخجل لكن بفخر، إنه تمكّن من إقناع ثلاثة منهم باستئناف الدراسة.
من هؤلاء آية بنزكي (18 عاماً) التي كانت غادرت المدرسة قبل عامين بسبب «صعوبات في الدراسة». وتقول: إنها عرفت «بالمبادرة عن طريق الصدفة». وبعد تردّد، اقتنعت باستغلال الفرصة، وتحلم الآن بالحصول على البكالوريا.
وتقول جيهان الرافعي (17 عاماً) بدورها: إن الحملة تقدّم «فرصة لا تعوّض». وتضيف «شعرت بالندم والفراغ بعد مغادرة الدراسة، كنت بحاجة لمن ينصحني».
0 تعليق