أكد الإعلامي محمد موسى أن حماية الأمن القومي المصري لا تبدأ فقط من مؤسسات الدولة، بل تنطلق في الأساس من وعي المواطن وقدرته على التمييز بين ما يخدم الوطن وما يهدده، موضحًا أن كل فرد في المجتمع له دور مباشر في تحصين البلاد من المخاطر. 

وقال محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إن أي دولة يتعرض أمنها القومي للخطر عندما تنتشر النزاعات والصراعات الداخلية، وهو ما عاشه المصريون مع تنظيم الإخوان الإرهابي في الفترة من 2011 وحتى ثورة 30 يونيو، حين حاولت الجماعة تقسيم الشعب إلى طوائف وفئات متناحرة تحت شعارات دينية زائفة، تمهيدًا لإقامة حرس ثوري على غرار النموذج الإيراني وإلغاء مؤسسات الدولة. 

وأضاف أن من بين أخطر ما يهدد الأمن القومي هو إثارة الفتنة الطائفية، مشيرًا إلى الدور المشبوه الذي لعبه التنظيم الإرهابي في تأجيج الصراع بين المسلمين والمسيحيين، والسنة والشيعة، مستشهدًا بحادثة اغتيال الشيخ حسن شحاتة في قرية زاوية أبو مسلم على خلفية مذهبه. 

وأوضح موسى أن الاختراق الثقافي يُعد من أبرز أدوات تهديد المجتمعات، حين تُروَّج أفكار لا تتماشى مع قيم وتقاليد الشعب المصري، خاصة تلك التي تُمرر تحت غطاء الدين، مشيرًا إلى أن الجماعة استخدمت الدين كسلاح للترهيب، ونجحت في تضليل البعض قبل أن تنكشف مخططاتهم. 

وأشار إلى أن الجماعة استغلت أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي في حرب نفسية شاملة ضد الدولة، عبر بث الشائعات والتحريض الممنهج، من خلال لجان إلكترونية نشطة وأبواق إعلامية مأجورة تهدف إلى التشكيك في كل ما يتحقق على الأرض.

 وأكد محمد موسى أن مواجهة هذه الحرب تبدأ من الوعي الشعبي، مشددًا على أن المواطن الواعي هو من يرفض التفاعل مع الأكاذيب، ويفهم أن ما يُراد به البلبلة، هو في حقيقته جزء من خطة تستهدف كسر الدولة من الداخل.