الجيشان الإيراني والإسرائيلي: تقارب في الترتيب واختلاف في مصادر القوة.. من يملك التفوق العسكري؟ - الهلال الإخباري

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجيشان الإيراني والإسرائيلي: تقارب في الترتيب واختلاف في مصادر القوة.. من يملك التفوق العسكري؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 10:41 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، كشف تقرير "Global Firepower" لعام 2025 عن ملامح التوازن العسكري بين الطرفين، في سباق محموم يمتد من الجو إلى البحر، ويمزج بين القوة البشرية، والتكنولوجيا، والقدرات النووية. وعلى الرغم من تقارب ترتيبهما العالمي، فإن خلف هذا التماثل الظاهري تكمن اختلافات جوهرية في مصادر القوة واستراتيجية الانتشار.

ترتيب متقارب يخفي اختلافًا عميقًا 


احتلت إسرائيل المرتبة 15 عالميًا في تصنيف أقوى الجيوش، فيما جاءت إيران في المركز 16، بعد أن شهد الطرفان تحسنًا طفيفًا مقارنة بعام 2024، إذ كانت إسرائيل آنذاك في المرتبة 17، وإيران في المرتبة 18. لكن هذا التقارب العددي لا يعكس واقعًا متشابهاً على الأرض، إذ تتباين فلسفة بناء القوة العسكرية بين الدولتين بصورة حادة.

التفوق العددي مقابل الكفاءة التكنولوجية 

تراهن إيران على الكثرة العددية في بنيتها العسكرية، إذ تمتلك نحو 610 آلاف جندي نشط، إلى جانب 350 ألفًا في قوات الاحتياط، وميليشيات تابعة مثل "البسيج"، التي يُقدَّر عدد عناصرها بأكثر من 200 ألف. في المقابل، تعتمد إسرائيل على جيش أصغر حجمًا يضم نحو 170,000 جندي نشط، إلى جانب 465 ألف عنصر في قوات الاحتياط، لكنها تعوّض هذا الفارق العددي بتفوق نوعي في التدريب والتقنيات.

في المجال الجوي، تمتلك إيران أسطولًا يضم 551 طائرة، تشمل مقاتلات ومروحيات، بينما تمتلك إسرائيل 612 طائرة، من بينها طائرات الشبح F‑35 المتقدمة، وهو ما يمنحها ميزة استراتيجية في السيطرة الجوية.

البر والبحر.. كثافة إيرانية وتوازن إسرائيلي 

على مستوى القوات البرية، تتفوق إيران من حيث العدد بامتلاكها أكثر من 70 ألف مركبة عسكرية متنوعة، بينما تضم القوات البرية الإسرائيلية نحو 43,407 مركبة مدرعة. أما في البحر، فتملك إيران 107 قطع بحرية، تشمل الزوارق والغواصات والفرقاطات الخفيفة، مقارنة بـ67 قطعة بحرية لدى إسرائيل، التي تعتمد على تقنيات متطورة وتعاون وثيق مع القوات البحرية الأميركية.

الميزانية والنووي.. فجوة التمويل وغموض السلاح 

ورغم اتساع الفجوة في الإنفاق العسكري السنوي - إذ تنفق إسرائيل ما بين 24 و27 مليار دولار سنويًا، مقارنة بنحو 10 مليارات فقط تخصصها إيران - فإن طهران تستفيد من استراتيجيات مرونة التكلفة، وتوسيع النفوذ عبر وكلاء إقليميين مثل حزب الله، والحوثيين، وبعض الفصائل المسلحة في العراق وسوريا.

أما في ما يتعلق بالملف النووي، فلا تعترف إسرائيل رسميًا بامتلاكها لسلاح نووي، إلا أن تقارير غربية تشير إلى أنها تمتلك ما بين 90 و300 رأس نووي. في المقابل، تنفي إيران سعيها إلى امتلاك قنبلة نووية، لكنها تواصل عمليات تخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من العتبة العسكرية، ما يثير قلقًا غربيًا متزايدًا.

نظرتان استراتيجيتان مختلفتان 

يرى مراقبون أن الجيش الإيراني يتمتع بمرونة عالية في الحروب طويلة الأمد، بفضل شبكة النفوذ الإقليمية المتشعبة والعمق السكاني، لكنه يعاني من ضعف في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة نتيجة العقوبات المستمرة. في المقابل، تمتاز إسرائيل بقدرتها على توجيه ضربات دقيقة وسريعة، خاصة في المجال الجوي والاستخباراتي، إلا أن محدودية حجم قواتها تشكل نقطة ضعف في حال اندلاع صراع شامل على أكثر من جبهة.

فلسفتان متصادمتان في سباق القوة 

في نهاية المطاف، يوضح مؤشر"Global Firepower" لعام 2025 أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل تتجاوز الحسابات الإقليمية، وتمثل صراعًا بين فلسفتين مختلفتين: الأولى تركز على الكثرة والانتشار عبر المحيط، والثانية تراهن على التفوق النوعي والتقني والدعم الغربي. ومع تصاعد التهديدات والتوترات، تبقى المنطقة على حافة تحول استراتيجي قد يعيد رسم خارطة النفوذ في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق