نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا يعرض بوتين وساطته لحلّ الصراع بين إيران وإسرائيل؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 04:20 مساءً
يسعى فلاديمير بوتين من خلال عرض وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران إلى إعادة موسكو إلى صدارة المشهد الدولي، وحماية طهران، حليفه الرئيسي في الشرق الأوسط، حتّى لو كانت علاقتهما الوطيدة تشكّل عائقاً لطموحاته هذه بحسب خبراء.
وعلى مرّ التاريخ، أقامت روسيا علاقات جيّدة مع إسرائيل، حيث تعيش جالية كبيرة ناطقة بالروسية. غير أن حرب أوكرانيا وحرب إسرائيل في غزة التي انتقدتها موسكو انعكسا سلباً عليها. وسارعت السلطات الروسية إلى التنديد بالضربات الإسرائيلية على إيران الجمعة، قبل أن يعرض بوتين تولّي الوساطة بين الطرفين.
تحفّظ إسرائيلي
وأشار الكرملين الثلاثاء، إلى أنه «لاحظ تحفّظاً» من إسرائيل على قبول وساطة خارجية. وترى نيكول غراييفسكي من معهد «كارنيغي» البحثي، أن لموسكو «مصلحة في حلحلة الوضع».
وتشير الباحثة إلى أن «روسيا لا تريد تغيير النظام في إيران، خاصة إذا ما أدى ذلك إلى حكومة مؤيّدة للغرب من شأنها أن تضعف أهمّ شريك إقليمي لموسكو منذ الحرب في أوكرانيا».
ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا في مطلع 2022، تقاربت موسكو التي أقصاها الغرب من الساحة الدولية إلى حدّ بعيد من طهران. وتتّهم كييف والدول المتحالفة معها إيران بتزويد الكرملين بمسيّرات وصواريخ قصيرة المدى في حربها في أوكرانيا، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية من جهتها.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، وقّعت روسيا وإيران، الخاضعتان لعقوبات غربية، معاهدة شراكة استراتيجية شاملة لتوطيد العلاقة بينهما، لا سيّما في مجال «التعاون العسكري». غير أن هذه الاتفاقية لا تقوم مقام ميثاق الدفاع المتبادل كذاك الذي أبرمته موسكو مع كوريا الشمالية.
وسيط «غير موضوعي»
وعلى الصعيد الإقليمي، لروسيا «مصلحة كبيرة» في عرض وساطتها، على حدّ قول تاتيانا كاستوييفا-جان من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري).
وتلفت الباحثة إلى أن «تغيّر النظام في سوريا جعلها تخسر نقاطاً»، بعدما كانت موسكو وطهران من كبار داعمي بشار الأسد.
في الماضي، نجحت روسيا في «الخروج من العزلة الدولية»، إثر ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 «من خلال الاضطلاع بدور لا غنى عنه في المنطقة»، بحسب كاستوييفا-جان.
وفي 2015، تدخّل الكرملين عسكرياً في سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية. وفي السنة عينها، أيّد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه واشنطن سنة 2018.
غير أن هذا التحالف مع إيران، قد يقضي على آمال موسكو في التوسّط لحلّ النزاع مع إسرائيل.
ويعتبر المحلّل الروسي كونستانتين كالاتشيف، أن وساطة من هذا القبيل «لن تكون موضع ثقة لا في أوروبا ولا في إسرائيل»، باعتبار أن موسكو هي «حليفة إيران».
ولم يلق عرض الوساطة استحسان الاتحاد الأوروبي. وأكّد الناطق باسم المفوضية الأوروبية أنوار العوني الاثنين، أن «روسيا ليست وسيطاً موضوعياً».
وتوجّه وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى موسكو الثلاثاء بالقول «إلى الكرملين الذي يريد إحلال السلام في الشرق الأوسط، ابدأوا بأوكرانيا!».
«جذب ترامب»
وفي الضفة المقابلة للأطلسي، أعرب دونالد ترامب الذي تقارب من فلاديمير بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض عن «الانفتاح» على هذا المقترح.
وترى تاتيانا كاستوييفا-جان، أن «روسيا تسعى إلى جذب ترامب في المسائل التي تتخطّى أوكرانيا».
ومنذ أسابيع، يبدو أن ترامب الذي تعهّد قبل انتخابه بتسوية النزاع في أوكرانيا «في خلال 24 ساعة» ينأى بنفسه عن الحرب الأوكرانية الروسية، فيما يخيّم الجمود على المفاوضات بين الطرفين.
وفي مطلع يونيو/ حزيران الجاري، قال بوتين لترامب إنه يريد «المساهمة في حلّ» الخلافات القائمة بين واشنطن وطهران في الملفّ النووي الإيراني.
فهذه المسألة هي في قلب المواجهة العسكرية مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، والتي تقول إن هدفها هو منع طهران من التزوّد بالقنبلة الذرية بالرغم من نفي إيران المتكرّر لهذه الفرضية.
وتلفت نيكول غراييفسكي إلى أن موسكو «من خلال تأدية دور الوسيط الذي لا غنى عنه»، قد تنتهز هذه الفرصة «للمطالبة بتخفيف العقوبات التي تطالها وباعتراف دبلوماسي، وبالقبول بالأراضي الأوكرانية التي ضمّتها وبتصرّفاتها في أوكرانيا».
وإذا ما اضطلعت موسكو بالوساطة، فإن ذلك «سيضفي شرعية على دورها كقوّة كبيرة لا غنى عنها في وقت تواصل أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية»، بحسب آنا بورشيفسكايا من معهد واشنطن البحثي.
وبالنسبة إلى الباحث الروسي كونستانتين كالاتشيف، سيكون ذلك «نبأ حزيناً» لأوكرانيا، وأوروبا مع «تحويل انتباه» المجتمع الدولي.
0 تعليق