باتت سيارات «وايمو» الذاتية القيادة التي تشكل مركبات للاستخدام اليومي وعامل جذب سياحياً جزءاً من حياة عدد متزايد من المدن الأمريكية، وتزداد انتشاراً على الطرق، إلا أنّ هيمتنها في السوق ليست مضمونة بعد.
وفي حين يُتوقَّع أن تُطلق شركة «تيسلا» أول خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة في أوستن بولاية تكساس هذا الشهر بعد تأجيلات عدة، تُعلن «وايمو» عن أكثر من 250 ألف رحلة أسبوعياً في فينيكس (أريزونا)، وسان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس، وكاليفورنيا، وأوستن (عبر منصة أوبر).
وفي سان فرانسيسكو، لم يعد السكان يُبالون بعجلات القيادة التي «تدور تلقائياً»، إلا أنّ أول رحلة في سيارة لـ«وايمو» تشكل بالنسبة إلى السياح أو رجال الأعمال أهم ذكرى من زيارتهم للمدينة الأمريكية.
يقول بيلي ريغز، أستاذ الهندسة في جامعة سان فرانسيسكو: «يشعر الناس بالراحة بسرعة كبيرة لأنهم يعتبرون أنّ هذه السيارات أكثر أماناً من تلك التي يقودها بشر».
وبحسب دراسة حديثة أجرتها «وايمو» على أكثر من 90 مليون كيلومتر، تقلل سياراتها الذاتية القيادة من حوادث المشاة بنسبة 92%، وحوادث الاصطدام التي تسفر عن إصابات بنسبة 96% عند التقاطعات.
ويقول ريغز مازحاً «حتى عندما يستفزها البشر، تبقى هادئة. إنّها نسخ محسّنة منّا». ومن خلال جمع معلومات بشأن سلوك السائقين على الطريق، وتعديلات على الخوارزميات أجراها مهندسون اعتمدت سيارات وايمو «ردود فعل مشابهة للبشر خلال القيادة».
ويضيف «يمكنها الاقتراب قليلاً من التقاطع لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تجاوزه، أو زيادة سرعتها قليلاً للانعطاف يساراً في اللحظة الأخيرة عند إشارة مرور برتقالية مثلاً»، مضيفاً «هذه مناورات قانونية، لكنها مشابهة لتصرفات البشر وهجومية أكثر من كونها دفاعية».
واشتهرت هذه السيارات أيضاً بسرعتها وتوقفها السلسَين، ويعلق ريغز: «كما لو كانت تنزلق فوق زبدة على ما يقول أولادي»، مضيفاً «باتوا يكرهون قيادة سيارتنا».
وتبلغ تكلفة كلّ سيارة من هذا الطراز نحو مئة ألف دولار، على ما يقول دميتري دولغوف، أحد المديرين التنفيذيين في «وايمو».