تظاهر عشرات الآلاف وهم يرتدون ملابس حمراء في شوارع لاهاي، أمس الأحد، لمطالبة الحكومة الهولندية باتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف ما سموه «الإبادة» الجارية في غزة، فيما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه أعطى الضوء الأخضر للمضي قدماً في مفاوضات صفقة التبادل.
ونظمت جماعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية وأوكسفام المسيرة في المدينة التي توجهت إلى محكمة العدل الدولية، وأعلنوا أن ما يحدث «خط أحمر». ولوح المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو 150 ألفا بحسب المنظمين، بالأعلام الفلسطينية وهتفوا «أوقفوا الإبادة»، فيما حمل بعضهم لافتات كتب عليها «لا تغضوا الطرف وتحركوا» و«أوقفوا التواطؤ الهولندي» و«اصمتوا عندما ينام الأطفال ليس عندما يقتلون». وأنشد المتظاهرون وألقوا خطابات وساروا أمام محكمة العدل الدولية التي تنظر في قضية رفعتها جنوب إفريقيا تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال ميشال سيرفيز مدير منظمة أوكسفام نوفيب: «أكثر من 150 ألف شخص هنا بملابس حمراء... يريدون فقط عقوبات ملموسة لوقف الإبادة في غزة». وأضاف «نطالب حكومتنا بالتحرك الآن». وحضّ المنظمون الحكومة الهولندية التي سقطت في الثالث من يونيو/حزيران بعد انسحاب حزب من اليمين المتطرف من ائتلاف هش، على بذل المزيد من الجهد لوقف إسرائيل. وقالوا في دعوتهم إلى التحرك «سكان غزة لا يمكنهم الانتظار، ومن واجب هولندا أن تفعل كل ما هو ممكن لوقف الإبادة» الإسرائيلية. ودعا المتظاهرون حكومة تسيير الأعمال إلى التحدث علناً ضد الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي من جانب إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الهولندي المستقيل ديك شوف كتب على منصة إكس «إلى كل الموجودين في لاهاي، أقول: نراكم ونسمعكم». وأضاف «في نهاية المطاف، هدفنا هو نفسه: إنهاء المعاناة في غزة في أسرع وقت».
وكان أكثر من 100 ألف شخص بحسب المنظمين، شاركوا في تظاهرة في لاهاي في 18 مايو/أيار، وأكدوا أنها أكبر تظاهرة في البلاد منذ 20 عاماً.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أعطى الضوء الأخضر للمضي قدماً في مفاوضات صفقة التبادل. وأضاف قائلاً: «لقد أصدرتُ تعليمات للمضي قدماً في المفاوضات بشأن الرهائن، لوجود اختراق». وأجرى فريق التفاوض برئاسة الوزير رون ديرمر السبت تقييماً للوضع، وفي وقت لاحق من يوم أمس، عُقدت مناقشة أخرى بقيادة نتنياهو مع منسق الأمن القومي والأمن الداخلي (الإفراج والمفقودين) غال هيرش والوزير ديرمر. ووفقاً لمصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فقد نوقشت قضية الرهائن أيضاً في اجتماع الكابنيت الذي عقد الليلة قبل الماضية. وقبل يوم من الهجوم الإسرائيلي على إيران، أطلع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على آخر مستجدات المحادثات الخاصة بصفقة التبادل.
يذكر أن المقترح المحوري للمفاوضات يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين ووقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً. وتشير التقارير إلى أن «حماس» تُظهر مرونة، بينما تطالب إسرائيل بضمان حرية العمل العسكري حتى خلال وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية أمس، أن وفداً من حركة «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق سيزور موسكو اليوم الاثنين. وأشار المصدر إلى أن آخر زيارة لوفد «حماس» برئاسة أبو مرزوق إلى موسكو، كانت في أوائل فبراير. وتأتي زيارة وفد «حماس» هذه، في ظل تصعيد شديد للوضع في منطقة الشرق الأوسط. (وكالات)