نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جريمة قتل نجمة «تيك توك» تبث الخوف بين المؤثرات في باكستان - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 07:00 مساءً
منذ أن اطّلعت سُنينة بخاري على آلاف التعليقات التي تبرر جريمة قتل إحدى نجمات «تيك توك» في بلدها باكستان، بدأت تفكّر في الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي تاركة وراءها متابعيها البالغ عددهم 88 ألفاً.
وتقول «كنت المؤثرة الأولى في عائلتي، وربما أصبح الأخيرة».
وقُتلت سناء يوسف البالغة 17 عاماً في منزلها الأسبوع الفائت برصاص رجل رفضت إقامة علاقة معه، وفقاً للشرطة، وكان يحوم منذ ساعات حول منزل عائلتها في إسلام آباد.
وانهالت التعليقات بعد الجريمة على أحدث مقطع فيديو نشرته سناء يوسف على حسابها الذي يبلغ عدد متابعيه مليوناً، وتظهر فيه وهي تحتفل بعيد ميلادها. ولم تقتصر هذه التعليقات على الدعوات بأن ترقد بسلام، بل اعتبر بعضها أن الإنسان «يحصد ما يزرع»، وأنها «استحقت» هذا المصير لكونها «لم تكن تحترم الإسلام».
وعندما قرأت سُنينة بخاري البالغة 28 عاماً هذه التعليقات، وردت ببالها، ككثر غيرها من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، تساؤلات عما سيؤول إليه مصير مجموعة المتابعين التي كوّنتها خلال السنوات الست الأخيرة.
وقالت سُنينة بخاري لوكالة «فرانس برس»: «لم يكن أفراد عائلتي يتقبلون فكرة أن تكون الواحدة مؤثِرة، لكنني تمكنت من إقناعهم»، مع أن لمنصة «تيك توك» سمعة سيئة في باكستان، حيث حُظرت قبل أشهر بتهمة «الفجور»، وفقاً للسلطات.
وأضافت «لن يدعموني بعد الآن، لأن هذا الحدث الصادم يُظهر أن أحداً لم يعد آمناً حتى في منزله».
ولا تتجاوز نسبة من يملكن هواتف ذكية 30 في المئة من مجمل الباكستانيات، في حين يصل المعدّل لدى الرجال إلى 58 في المئة، وفقاً لتقرير المساواة الرقمية لسنة 2025.
ورأت منظمة «ديجيتال رايتس فاونديشن» غير الحكومية للدفاع عن الحقوق الرقمية أن هذه الفجوة، وهي الأكبر في العالم، تعود إلى أن «أفراد عائلات النساء غالباً ما يثنونهن عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي «خوفاً من أن تصبح هذه العائلات عُرضة لأحكام اجتماعية»، ولاحظت فرزانة باري، المتخصصة في دراسات النوع الاجتماعي، أن الباكستانيات أقبلنَ منذ سنوات على العالم الرقمي «سعياً إلى الالتفاف على القيود الكثيرة» التي يفرضها المجتمع.
ووصل الأمر إلى حد أن بعضهنّ أطلقن مشاريع تجارية رقمية في بلدهن الذي حلّ في المرتبة الأخيرة في ترتيب المنتدى الاقتصادي العالمي للمساواة بين الجنسين لسنة 2025.
وترتّبت عواقب قاتلة في الأشهر الأخيرة على نشاطات الباكستانيات الافتراضية، ففي يناير/كانون الأول الماضي، اعترف رجل في كويتا بإقليم بلوشستان، حيث يسود القانون القبلي في الكثير من المناطق الريفية، بتدبير جريمة قتل ابنته البالغة 14 عاماً بسبب مقاطع فيديو نشرتها على «تيك توك» تسيء في نظره إلى شرفه.
وقبلها، في أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت الشرطة في كراتشي، جنوبي باكستان، توقيف رجل قتل أربع نساء من عائلته بسبب مقاطع فيديو على «تيك توك» اعتبرها «غير لائقة».
وتذكّر هذه الجرائم في كل مرة بـ «جريمة الشرف» التي أدت إلى مقتل قنديل بلوش، رمز المؤثرات الباكستانيات، برصاص شقيقها عام 2016 من دون «أي وخزة ضمير»، حسب ما صرّح يومها لوسائل الإعلام.
كذلك تسلّط هذه الجرائم الضوء على«المضايقات والتعليقات البغيضة المتفشية، بالإضافة إلى مخاطر اختراق حسابات النساء أو تحوير محتواها لأغراض الابتزاز أو سرقة الهوية، وفق«ديجيتال رايتس فاونديشن» التي تشجع النساء على تقديم شكاوى مثبتة بلقطات شاشة.
ورأى أسامة خلجي، رئيس منظمة الحقوق الرقمية «بولو بهي»، في ذلك «نقلاً لكراهية المجتمع للنساء إلى الإنترنت»، فيما أفادت 80 في المئة من الباكستانيات بأنهنّ تعرّضن لمضايقات في أماكن عامة.
وتستهدف هذه المضايقات كل أنواع المحتويات على الشبكات الاجتماعية، حتى أبسطها، فسناء يوسف، مثلاً، كانت تروّج لمستحضرات تجميل أو تعرض وجباتها، وهي ترتدي دائماً زياً تقليدياً طويلاً يغطي الجسم.
وفي منشور عبر«إنستغرام»، أكدت كانوال أحمد التي ترأس مجموعة على «فيسبوك» تضم 300 ألف امرأة، أن «جميع الباكستانيات خائفات، إذ على «تيك توك» أو على حساب خاص يضم 50 متابعاً، سيظهر الرجال في الرسائل أو التعليقات أو في الشارع».
و«هذا ليس فعلاً مجنوناً، بل هو نتيجة ثقافة بكاملها»، بحسب المرأة التي أنشأت مساحتها المخصصة للنساء 2013 لتفسح المجال لهن لتبادل الآراء بحرّية.
وأشارت إلى أن نساءً كثيرات في باكستان التي تحتل المركز الخامس عالمياً من حيث عدد السكان ويشكّل الشباب دون الثلاثين 60 في المئة منهم،«لا ينشرن صورهن الشخصية» على حساباتهن عبر مواقع التواصل، ويكتفين فيها «بلقطة لزهرة أو لشيء ما، لكن نادراً ما تكون لوجوههن».
وترتكز هذه الإجراءات الاحتياطية على التجربة، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من سبعة آلاف متحرش ومتنمّر إلكتروني أوقفوا في السنوات الأربع الأخيرة، ولكن لم تصدر أحكام إدانة إلا في حق 3 % منهم.
لذا، حرص سيد علي ناصر رضوي، قائد شرطة العاصمة، عند إعلانه توقيف المشتبه فيه في قضية قتل سناء يوسف، على القول إنه أراد توجيه «رسالة واضحة» قبل مثول الموقوف أمام المحكمة الأربعاء.
وأضاف «إذا أرادت أخواتنا أو بناتنا أن يُصبحن مؤثرات، سواء محترفات أو على سبيل الهواية، فيجب تشجيعهن».
0 تعليق