ترأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، عرضاً عسكرياً ضخماً في العاصمة واشنطن، في حدث أثار جدلاً واسعاً وتزامن مع احتجاجات حاشدة شهدتها مدن عدة في الولايات المتحدة تحت شعار «لا ملوك»، تعبيراً عن رفض ما اعتبره المتظاهرون نزعة سلطوية متصاعدة في البلاد.
وتزامن العرض، الذي أُقيم بمناسبة الذكرى ال250 لتأسيس الجيش الأمريكي، مع عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين.
وشارك فيه نحو 7000 جندي، إلى جانب أكثر من 150 مركبة عسكرية، من بينها 28 دبابة قتالية من طراز «أبرامز» و56 ناقلة مدرعة، إضافة إلى أكثر من 50 مروحية عسكرية من طرازات أباتشي وبلاك هوك وشينوك.
وتضمن الحدث عروضاً جوية ومظلية نفذها عناصر من فرقة «غولدن نايتس»، الذين قدموا العلم الأمريكي إلى ترامب خلال قفزة استعراضية.
وشهدت شوارع العاصمة مرور المواكب العسكرية أمام معالم بارزة مثل نصب لينكولن التذكاري ونصب واشنطن، وصولاً إلى محيط البيت الأبيض، في مشهد أعاد إلى الأذهان عروضاً عسكرية نادرة في تاريخ الولايات المتحدة، كان آخرها في عام 1991 عقب حرب الخليج.
غير أن الاحتفالات لم تمر بهدوء، إذ نظّمت حركة «لا ملوك» احتجاجات واسعة على مستوى البلاد، اعتراضاً على ما وصفه منظموها ب«تأليه ترامب» و«عسكرة الديمقراطية الأمريكية».
وأكدوا أن هذه المسيرات جاءت رداً على «استعراض السلطة المبالغ فيه»، مشيرين إلى مشاركة ملايين الأشخاص في أكثر من 1500 مدينة، ومعتبرين أن العرض العسكري مُوِّل من أموال دافعي الضرائب في وقت يُقال فيه للمواطنين إن الميزانية لا تسمح بتحقيق مطالبهم الأساسية.
وفي لوس أنجلوس، التي تُعد معقلاً ديمقراطياً، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات، خاصة بعد أن أمر ترامب بإرسال قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية إلى المدينة عقب اشتباكات اندلعت إثر حملات استهدفت مهاجرين.
وقد طعن حاكم ولاية كاليفورنيا، الديمقراطي غافين نيوسوم، قانونياً في قرار نشر القوات، واصفاً العرض بأنه «مبتذل للضعف».
وقال نيوسوم في تصريح شديد اللهجة: «الاحتفال بعيد ميلاد القائد العزيز؟ هذا ما نراه في بيونغ يانغ، وليس في واشنطن. إنه أمر مُحرج بحق».
وعبّر المتظاهرون في لوس أنجلوس عن احتجاجهم بوسائل ساخرة.وشهدت مدن شيكاغو ونيويورك وسان أنطونيو وواشنطن، تظاهرات مماثلة.
وقدّرت وزارة الدفاع الأمريكية كلفة العرض بما يصل إلى 45 مليون دولار، فيما أثارت المعارضة تساؤلات بشأن أولويات الإنفاق الحكومي في ظل أزمات اقتصادية.  ويقول المدافعون عن الحدث إنه احتفال تاريخي يكرم الجيش الأمريكي وتاريخه الممتد، فيما اعتبره معارضو ترامب محاولة لتوظيف المؤسسة العسكرية   خدمة لطموحات شخصية.(وكالات)