قبل أيام قليلة من مشاركة ريال مدريد المرتقبة في كأس العالم للأندية، يجد النادي الملكي نفسه في موقف محرج بسبب الوضع المعقد للاعبه الياباني الشاب تاكيفوسا كوبو، المعروف بلقب «ميسي اليابان».
وقالت صحيفة أس الإسبانية، إن اللاعب الذي أتى في 2019 وسط ضجة إعلامية كبيرة بات الآن يمثل لغزاً فنياً وتسويقياً في أروقة «سانتياغو برنابيو».

بداية مشتعلة ونهاية باهتة

في يونيو 2019، أعلن ريال مدريد تعاقده مع كوبو، أحد أبرز المواهب الشابة في آسيا والعالم، قادماً من إف سي طوكيو مجانًا، في صفقة أُضفي عليها طابع التحدي بسبب خلفيته السابقة في أكاديمية لا ماسيا التابعة لبرشلونة. ظهر كوبو في تحضيرات الموسم مع الفريق الأول وتألق في كوبا أمريكا مع منتخب اليابان، ما رفع التوقعات حوله بشكل كبير.
وتمت إعارته مباشرة إلى ريال مايوركا، حيث قدّم موسماً أول مبهراً، شارك خلاله في 35 مباراة، سجل 4 أهداف وصنع 5، وأثبت جاهزيته للعب في مستويات أعلى. لكن الانطلاقة الواعدة بدأت تتلاشى لاحقاً.

إعارات متتالية وغياب الاستقرار

في موسم 2020-2021، انتقل كوبو إلى فياريال على سبيل الإعارة، في خطوة كان يُنتظر منها أن تكون بوابة عبوره إلى النخبة الأوروبية. إلا أن علاقته مع المدرب أوناي إيمري لم تنجح، حيث شارك كأساسي في مباراتين فقط بالدور الأول، وظهر بشكل أفضل فقط في الدوري الأوروبي.
منتصف الموسم، انتقل إلى خيتافي لإنقاذ موسمه، وسجّل هدفاً ثميناً ساهم في بقاء الفريق، لكنه لم يستعد بريقه. بعدها عاد إلى مايوركا، لكن النتائج كانت أقل من المتوقع؛ إذ خاض 29 مباراة هذا الموسم (17 كأساسي)، وسجّل هدفاً وصنع آخر فقط، مع تراجع واضح في تأثيره.

قلق داخل مدريد والحلول محدودة

ريال مدريد بات في موقف صعب: كوبو يمتلك عقداً ينتهي في 2026، لكن قيمته السوقية تراجعت إلى 7.5 مليون يورو فقط، بعد أن كانت قد وصلت إلى 30 مليوناً بعمر 19 عاماً. ومع بداية التحضيرات في 8 يوليو استعداداً لكأس السوبر الأوروبي ثم كأس العالم للأندية، أصبح من الواضح أن مكانه غير مضمون.
المشكلة الأكبر أن كوبو يُعد لاعباً غير أوروبي، والمقاعد الثلاثة المخصصة لهؤلاء في الفريق الأول مشغولة حالياً من قبل فينيسيوس، ميليتاو، ورودريغو، ما يُعقّد من إمكانية تسجيله في قائمة الريال الرسمية.

مستقبل مجهول وإمكانية البيع مطروحة

رغم موهبته التي لا تزال حاضرة، فإن التوقعات المحيطة بكوبو تراجعت بشدة. ريال مدريد يبحث الآن عن إعارة جديدة تسمح له بالانطلاق مجدداً، لكن في حال وصول عرض مالي مناسب، فإن إدارة النادي لن تتردد في دراسة خيار البيع النهائي، خاصة أن عقده ينتهي خلال عامين.
وفي ظل تحضيرات الفريق لخوض كأس العالم للأندية، تبدو قضية كوبو أحد الملفات التي تؤرق الإدارة الرياضية، خصوصاً في وقت يحتاج فيه النادي إلى قائمة مستقرة ومحددة، دون عبء إضافي من لاعبين غير مُقيدين ولا يمكن الاستفادة منهم على المدى القصير.