لم تكن الإجابة على سؤال بسيط في مسابقة ملكات الجمال مجرد خطوة نحو التتويج، بل تحولت إلى لحظة خالدة في تاريخ المسابقة، بعدما أثبتت المتسابقة الكولومبية تاتيانا كاسترو أن الجمال وحده لا يكفي لحصد اللقب، بل الذكاء الإنساني وسرعة البديهة يمكن أن يكونا حاسمين في لحظة واحدة.

سؤال فلسفي في لحظة حاسمة

في الجولة النهائية من مسابقة ملكة جمال كولومبيا لعام 1994، طُرح على تاتيانا كاسترو سؤال مثير للجدل:
"متحف يحترق، ولديكِ فرصة واحدة فقط للدخول إليه، وفي الداخل توجد لوحات فنية شهيرة وكلب الحارس.. من ستنقذين؟"

أجابت كاسترو دون تردد: "يا إلهي... الكلب!"
ثم شرحت رأيها قائلة: "اللوحات فن.. الفن يُمنح، كالحب والسلام.. أما الحيوانات والنباتات والبشر، فهي حياة، والحياة يجب الحفاظ عليها."

تصفيق الجمهور والتتويج بالتاج

لاقى جواب كاسترو تفاعلًا حارًا من الجمهور، الذين عبروا عن إعجابهم بإجابتها بتصفيقٍ وهتافٍ حماسي، وسرعان ما تُوّجت بلقب ملكة جمال كولومبيا، لتنتقل في العام التالي للمنافسة في مسابقة ملكة جمال الكون، حيث حققت إنجازًا بالوصول إلى قائمة العشر الأوائل عالميًا.

ثلاثة عقود من التأثير المستمر

بعد مرور أكثر من 30 عامًا على تلك اللحظة، لا تزال إجابة كاسترو موضوعًا للنقاش والإعجاب. 

إذ نشرت مؤخرًا منظمة ملكة جمال الكون مقطعًا مترجمًا لإجابتها بلغتها الأصلية الإسبانية، ما أعاد إشعال النقاشات حول مدى عمق تلك الإجابة وأهميتها الأخلاقية.

وعبّر مستخدمون على مواقع التواصل عن إعجابهم بذكاء كاسترو، حيث قال أحدهم: "ما كنت لأتوصل إلى إجابة كهذه حتى لو عرفت السؤال قبل 3 أشهر!"، بينما علّق آخر: "إن لم تكن لديك روح لإنقاذ كلب، فلن تكون لديك القدرة على تقدير الفن أو فهمه."

من ملكة جمال إلى أم ومتحدثة ناجحة

تاتيانا كاسترو لم تكتفِ بتلك اللحظة التاريخية، بل واصلت مسيرتها بنجاح بعد المسابقة، حيث أصبحت متحدثة تحفيزية ومدربة مالية ومؤلفة وأمًا لطفلين.

وفي مقابلة حديثة مع قناة CityTV، قالت كاسترو إنها لا تزال تؤمن بإجابتها، ووصفتها بأنها جزء من نموّها الشخصي، مؤكدة أن "الحياة يجب أن تُحترم وتُحمى قبل أي شيء آخر."