أكد الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير الحج والعمرة السعودي، على ضرورة التزام بعثات الحج الرسمية بجميع التعليمات المتعلقة بتنظيم الحركة داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن سلامة الحجاج وتيسير أداء مناسكهم على أعلى مستوى من الجودة والتنظيم.

اجتماع مع بعثات الحج الدولية في جدة

جاءت تصريحات الوزير خلال كلمته في اللقاء الذي جمعه مع رؤساء بعثات الحج من وزراء وشخصيات دينية يمثلون مختلف الدول الإسلامية، وذلك على هامش ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ49، المنعقدة بمدينة جدة.

وشدد الوزير على أهمية التنسيق الكامل بين الجهات المعنية والبعثات الرسمية لضمان انسيابية الحركة، خاصة في ظل التحديات المناخية المتوقعة هذا العام، حيث يُنتظر أن يشهد يوم عرفة ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة.

إجراءات احترازية لمواجهة الحرارة المرتفعة

وأكد الربيعة أن ارتفاع درجات الحرارة يوم عرفة يستدعي تطبيق إجراءات وقائية صارمة، أهمها بقاء الحجاج داخل مخيماتهم من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، للوقاية من الإجهاد الحراري وضمان سلامة الحشود.

وأضاف أن أي حركة عشوائية جماعية داخل المشاعر تمثل خطرًا مباشرًا على سلامة الحجاج، وقد تؤدي إلى تعطيل الخطط الموضوعة للتفويج، مشددًا على أن التنظيم هو المفتاح الأساسي لإنجاح موسم الحج.

منع التنقل سيرًا على الأقدام من عرفات إلى مزدلفة

في خطوة تهدف إلى تعزيز انسيابية التنقل وحماية أرواح الحجاج، حذر الوزير من مغادرة مشعر عرفات سيرًا على الأقدام باتجاه مزدلفة، مؤكدًا على ضرورة الاعتماد الكامل على وسائل النقل المخصصة التي تم تجهيزها مسبقًا.

وأوضح أن خطط التفويج والنقل تُعد ركيزة أساسية في إدارة موسم الحج، ولا بد من التزام كافة البعثات والمشاركين بها بشكل دقيق، تفاديًا لأي اختناقات أو تجاوزات قد تؤثر على سلامة الحج.

بطاقة "نسك" شرط أساسي للدخول والتنقل

وأشار وزير الحج إلى أن بطاقة "نسك" الإلكترونية تُعتبر أداة تنظيمية مركزية في موسم الحج الحالي، مبينًا أن عدم حمل البطاقة يحول دون دخول الحرم والمشاعر المقدسة أو الاستفادة من خدمات النقل الرسمية.

ولفت إلى أن البطاقة الرقمية تلعب دورًا كبيرًا في تسهيل الإجراءات، وضمان التحقق من أهلية الحجاج، ومنع غير المصرح لهم من التواجد في المشاعر، وذلك ضمن خطة شاملة لضبط النظام العام.

تشديد الرقابة على تصاريح الحج

اختتم الدكتور توفيق الربيعة حديثه بالتأكيد على أن هذا الموسم سيشهد رقابة صارمة للتأكد من حصول كل حاج على تصريح نظامي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي المملكة إلى تعزيز مستوى التنظيم وتوفير بيئة آمنة لضيوف الرحمن.

وأوضح أن جميع الإجراءات المتخذة لهذا العام تُجسد التزام المملكة العربية السعودية بتقديم تجربة إيمانية فريدة ومتكاملة للحجاج، تليق بمكانة الركن الخامس من أركان الإسلام، وبخصوصية هذا الحدث الروحي الذي يجمع المسلمين من مختلف بقاع الأرض.