المحيطات تدفع ثمن امتصاص الاحترار - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المحيطات تدفع ثمن امتصاص الاحترار - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 06:42 مساءً

تسهم المحيطات في الحد من التغيرات المناخية، إلا أنها باتت تدفع ثمن امتصاص الجزء الأكبر من الاحترار المناخي الناجم عن استهلاك مصادر الطاقة الأحفورية مع ظواهر مقلقة، مثل موجات الحر البحرية وارتفاع نسبة الحموضة ومستوى المياه والضرر اللاحق بالثروة الحيوانية والنباتية.
وبامتصاصها 90% من فائض الحرارة العالق في الغلاف الجوي بسبب انبعاثات غازات الدفيئة «تزداد حرارة المحيطات بسرعة متنامية» بوتيرة أسرع بمرتين في العقدين الأخيرين مقارنة بما كانت عليه في 1960، بحسب أنجليك ميليه عالمة المحيطات في «ميركاتور أوسيان». وحطم معدل الحرارة عند سطح المحيطات في 2024 المستوى القياسي المسجل في 2023.
ورغم بعض الاستقرار مطلع عام 2025، لا يزال عند مستويات غير مسبوقة على ما تظهر بيانات المرصد الأوروبي كوبرنيكوس.
ويشير تيبو غينالدو الباحث في مركز الدراسات في الأرصاد الجوية عبر الأقمار الصناعية في لانيون في شمال غرب فرنسا إلى أنه منذ عام 1982 «انتقلت مساحة المحيطات التي شهدت موجات حر بحري خلال سنة معينة من 50% إلى 80% فيما تضاعف تواترها». ويشدد على أن «البحر المتوسط يحطم مستوى الحرارة القياسي سنوياً في الأعوام الثلاثة الأخيرة» وهو من أكثر الأحواض البحرية عرضة للتداعيات مع شمال المحيط الأطلسي والمنطقة القطبية الشمالية.
ومن التداعيات المباشرة لذلك، بحار أكثر حراً ما يجعل العواصف عاتية أكثر و«موجات القيظ البحرية» أكثر فتكاً بالأنواع ولا سيما المرجان والشعاب البحرية غير القادرة على التنقل. وبالنسبة إلى المرجان يتوقع أن ينفق 70% إلى 90% منها إذا بلغ الاحترار العالمي 1,5 درجة مئوية. وهو أكثر السيناريوهات ترجيحاً بالنسبة إلى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي تشرف عليها الأمم المتحدة. وعندما يسخن سائل أو غاز ما يتمدد ويشغل مساحة أكبر. أما بالنسبة إلى المحيطات فيترافق هذا التمدد الحراري مع ذوبان بطيء لكن لا يعوّض في الغطاء الجليدي.
وتقول أنجليك ميليه إنه بمعدل عالمي «ارتفع مستوى المياه 20 إلى 25 سنتيمتراً منذ مطلع القرن العشرين» نصفها تقريباً من عام 1993 «لأن الوتيرة هنا أيضاً تسارعت».
وإذا تواصل الميل الحالي للاحترار فقد تتضاعف هذه الوتيرة بحلول 2100 والوصول إلى سنتيمتر في السنة وفق دراسة صدرت أخيراً. ويقيم نحو 230 مليون شخص في العالم على مسافة أقل من متر فوق مستوى البحر.
وتوضح الباحثة «احترار المحيطات وارتفاع مستوى البحر عمليات أصبحت حتمية في حياتنا وعلى قرون عدة». وتضيف «لكن، إذا خفضنا انبعاثات غازات الدفيئة فسنخفض وتيرة الأضرار وحجمها، وسنكسب بعض الوقت على صعيد التكيف» مع التغيرات.
وتقول العالمة إن المحيطات لا تخزّن فقط الحرارة «بل تمتص كذلك نحو ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بأنشطة الإنسان» وبالتالي «ازدادت حموضة سطح (المحيطات) بنسبة 30% في السنوات الأربعين الأخيرة».
وتضعف الحموضة المرجان وتجعل تكلس قوقعات الرخويات والهيكل العظمي للقشريات وبعض العوالق أكثر صعوبة.
وتضيف أنجليك ميليه «ثمة مؤشر رئيسي آخر هو تركز الأكسجين، وهو مهم بطبيعة الحال للحياة البحرية» وقد «تراجع بنسبة 0,8% إلى 2,4% في أعالي المحيطات في السنوات الخمسين أو المئة الأخيرة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق