كشفت دراسة علمية حديثة، نشرتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عن وجود روابط اجتماعية قوية بين طيور الزرزور الإفريقي تتخطى حدود القرابة الوراثية، إذ إن سلوكها التعاوني لا يقتصر على مساعدة أقاربها فحسب، بل يمتد لمساعدة طيور أخرى لا تجمعها بها صلة قرابة مباشرة.
وقال د. داستن روبنشتاين، الباحث الرئيسي في الدراسة: «مجتمعات الزرزور ليست مجرد تجمعات عائلية بسيطة، بل أنظمة اجتماعية معقدة يعيش فيها الأقارب وغير الأقارب جنباً إلى جنب».
وأضاف: «يعرف عن كثير من الحيوانات ميلها الفطري لمساعدة أفراد العائلة من أجل تعزيز فرص بقاء جيناتها، في سلوك يعرف علمياً بـ «اختيار الأقارب»، غير أن الزرزور الإفريقي، أظهر أنماطاً من التعاون بين أفراد لا تربطهم صلة، وذلك من خلال علاقات مساعدة متبادلة استمرّت لسنوات طويلة».
وشملت الدراسة مراقبة آلاف التفاعلات السلوكية بين مئات من طيور الزرزور، إلى جانب جمع وفحص عينات من الحمض النووي لتحديد الروابط الوراثية، خلال 40 موسماً من مواسم التكاثر، ولوحظ أن الطيور كثيراً ما فضلت مساعدة أقاربها، لكنها في حالات متعددة واصلت تقديم الدعم نفسه إلى شركاء اجتماعيين غير أقارب، حتى في ظل وجود أقارب آخرين متاحين للمساعدة.
ويشير الباحثون إلى أن أزواجاً محددة من الطيور طورت علاقات متبادلة طويلة الأمد، تبادلت فيها الأدوار الاجتماعية مثل الحراسة أو إطعام الفراخ.