كان لطيور الفلامنجو الصغيرة أربعة مواقع في إفريقيا للتكاثر، هي حوضان ملحيان في بوتسوانا وناميبيا، وبحيرة مياه قلوية بدرجة حموضة عالية في تنزانيا، وسد صناعي خارج مدينة كيمبرلي لتعدين الماس في جنوب إفريقيا. أما الآن فلم يعد لديها إلا ثلاثة فقط.
وقال خبراء في مجال الحفاظ على البيئة، إن مياه الصرف الصحي التي ظلت تتسرب على مدى سنوات إلى سد كامفرز جعلت المياه سامة جداً لدرجة أن الطيور الوردية المميزة هجرتها. والسد هو المسطح المائي الوحيد في جنوب إفريقيا الذي كانت تتجمع فيه طيور الفلامنجو الصغيرة بأعداد كبيرة للتكاثر.
وتُعتبر طيور الفلامنجو الصغيرة على وشك الانقراض حالياً، وليس أنها مجرد معرضة للخطر. ووفقاً للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، لم يتبقَّ منها سوى مليونين أو ثلاثة ملايين طائر، أربعة أخماسها منتشرة في إفريقيا، والباقي في منطقة أصغر بجنوب آسيا. لكن أعدادها في انخفاض حاد، وزاد هذا الوضع سوءاً بعدما أصبح أحد مواقع تكاثرها القليلة ساماً.
وقالت تانيا أندرسون، وهي عالمة أحياء متخصصة في الحفاظ على طيور الفلامنجو، لرويترز، إن الاتحاد الدولي للحفاظ الطبيعة على وشك رفع مستوى التهديد إلى أن هذه الطيور معرضة لخطر الانقراض في البرية، لأسباب من بينها إلى حد كبير انكماش موائلها من مصبات الأنهار المالحة أو أن البحيرات القلوية بدرجة حموضة عالية ليست ضحلة بما يكفي للسير فيها.
وأضافت تانيا أندرسون عن تسرب مياه الصرف الصحي في سد كامفرز، «إنه أمر محزن جداً، تلعب طيور الفلامنجو دوراً محورياً في الحفاظ على النظم البيئية المائية في أراضينا الرطبة».
وقالت إستر فان دير ويستهويزن كوتزر، المتخصصة في الأراضي الرطبة لدى شركة إكابا جروب المحلية لتعدين الماس، إن طيور الفلامنجو بدأت في التكاثر عند سد كامفرز في عام 2006. وكان هناك 71 ألفاً منها عند السد في عام 2020، وما يصل إلى خمسة آلاف فرخ جديد في كل موسم.
وأضافت، «فاتها ثلاثة أو أربعة مواسم تكاثر»، ونفق الكثير منها أيضاً؛ بسبب التسمم الناجم عن النفايات.
وأصبحت مياه الصرف الصحي مشكلة في جنوب إفريقيا؛ حيث لا يوجد إلا عدد قليل من محطات المعالجة التي تعمل بشكل جيد.
وقالت ويستهويزن كوتزر: «النظام بأكمله سيتدهور وينفجر»، إذا لم يتم فعل أي شيء. وأضافت، «سيكون لهذا تأثير كبير ليس فقط على طيور الفلامنجو».