شارك المئات من أهالي بني سويف في اداء صلاة الجنازة وتشييع جثمان الرضيع "آدم" الذي وافته المنية وعمره لم يتجاوز الـ6 أيام، إثر معاناته من عيب خلقي نادر في القلب يُعرف بـ "نصف قلب"، وسط حالة من الحزن سادت بين أسرته وجموع المشيعين.

وكانت محافظة بني سويف، قد شهدت حالة من الحزن العميق عقب وفاة الرضيع "آدم" الذي بدأت قصته بنداء استغاثة لوالده في فيديو صٌور له اثناء إستقلاله أحد قطارات الصعيد وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام أثارت تعاطفًا واسعًا واستجابة حكومية سريعة، لكن النهاية جاءت موجعة رغم كل المحاولات.

وُلد "آدم" بحالة نادرة ومعقدة من عيوب القلب الخلقية، تسببت في نقص حاد في الأكسجين، مما جعل حياته مهددة منذ اللحظة الأولى. تم تشخيص الحالة من قبل الأطباء بـ "نصف قلب"، وهي حالة تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل ومعقد، يتطلب تجهيزات طبية متقدمة ومتابعة دقيقة.

محمد عاطف، شاب يبلغ من العمر 29 عامًا، تزوج منذ نحو عامين، و"آدم" هو طفله الأول. لم تكتمل فرحة الأب بمولوده، فسرعان ما تحولت سعادته إلى قلق ويأس، وبدأ رحلته الطويلة باحثًا عن علاج. زار عدة مستشفيات كبرى، من بينها مستشفى أبو الريش، ومستشفى الناس، ومركز القلب بأسوان، دون أن يحصل على حل نهائي.

في مشهد إنساني مؤثر، التُقط فيديو للأب وهو في أحد القطارات المتجهة من بني سويف إلى أسوان، يناشد فيه الأطباء وأصحاب القلوب الرحيمة لإنقاذ حياة ابنه، حيث أنتشر الفيديو على نطاق واسع، وأحدث موجة من التضامن على وسائل التواصل الاجتماعي، دفعت الجهات الرسمية إلى التدخل الفوري.

بناءً على الاستغاثة، وجه وجه الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمتابعة الحالة الصحية للطفل «آدم» والذي يعاني من عيوب خلقية في القلب، وذلك عقب متابعته استغاثة أطلقها والد الطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب رئيس مجلس الوزراء وجه على الفور، نائبه الدكتور محمد الطيب، بمتابعة التواصل الفوري مع أسرة الطفل، مؤكدًا أنه جاري نقل الطفل إلى مستشفى أطفال مصر والبدء في تلقي الرعاية الطبية العاجلة، وذلك بعد تقييم حالته الصحية بواسطة أطباء قسم الحضانات وأطباء جراحة القلب وقسطرة القلب بمستشفى أطفال مصر فور وصوله.

ورغم هذا التدخل، أعلن الأب في اليوم التالي عن وفاة طفله، في خبر صدم المتابعين، حيث حرص المئات من أهالي بني سويف على المشاركة في اداء صلاة الجنازة وتشييع الجثمان، وسط حالة من الحزن سادت بين أسرته وجموع المشيعين.