لندن – أ ف ب
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين، أن محلل كرة القدم الشهير وقائد منتخب إنجلترا السابق، غاري لينيكر، سيغادر منصبه التقديمي بعد الحلقة الأخيرة من برنامج «ماتش أوف ذي داي» هذا الأحد، ما يعني نهاية مسيرته الطويلة مع المؤسسة، التي امتدت أكثر من 26 عاماً.
يأتي القرار بعد إعادة لينيكر نشر محتوى على «إنستغرام» اعتُبر معادياً للسامية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً.

منشور مثير للجدل واعتذار غير كافٍ

أعاد لينيكر، البالغ من العمر 64 عاماً، نشر مقطع في خاصية «الستوري» على إنستغرام، تضمّن انتقاداً للصهيونية ورسماً لفأر، وهو رمز تم استخدامه تاريخياً في سياقات معادية للسامية.
ورغم أن لينيكر حذف المنشور لاحقاً وقدم اعتذاراً علنياً قائلاً: لن أنشر أي شيء معاد للسامية عن عمد.
إلا أن الواقعة أدت إلى اتخاذ قرار بإنهاء تعاونه مع «بي بي سي».
وفي بيان جديد صدر الاثنين، أوضح لينيكر: أدرك الخطأ والانزعاج الذي سببه المنشور، وأكرر اعتذاري. يبدو التراجع الآن هو التصرف المسؤول.

نهاية علاقة طويلة مع «بي بي سي»

قالت «بي بي سي» في بيان رسمي: سيغادر غاري لينيكر منصبه بعد ختام برنامج + ماتش أوف ذي داي+ لموسم 2024-2025. لن يكون جزءاً من تغطية كأس العالم 2026 أو مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي المقبلة.
وأكد مدير عام الهيئة، تيم دايفي، أن القرار تم بالتوافق، مضيفاً: اعترف غاري بالخطأ. كان صوتاً مميزاً في تغطية كرة القدم لأكثر من عقدين.
ورغم نهاية الرحلة، أشار دايفي إلى «شغف لينيكر ومعرفته، ودوره البارز في صحافة الرياضة لدى بي بي سي».

لينيكر بين الشعبية والجدل

عرف لينيكر، الذي يتقاضى 1.35 مليون جنيه إسترليني سنوياً، كأحد أبرز وجوه «بي بي سي»، إلا أن صراحته على وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً ما سبّبت إحراجاً للهيئة، التي تلتزم بسياسة صارمة في ما يتعلق بالحياد السياسي.
ففي مارس 2023، أُوقف لينيكر مؤقتاً بعد أن شبّه خطاب الحكومة البريطانية حول الهجرة بخطاب ألمانيا النازية.
كما كان من أبرز الموقعين على رسالة مفتوحة في فبراير تطالب الهيئة بإعادة بثّ فيلم وثائقي بعنوان «غزة: كيف تنجو من منطقة حرب».

وداع بعد 26 عاماً من الملاعب إلى الشاشات

بمغادرة لينيكر برنامج «ماتش أوف ذي داي»، يطوي صفحة امتدت 26 عاماً من العمل الإعلامي، بعد مسيرة كروية حافلة توّج خلالها هدافاً لكأس العالم 1986.
قال لينيكر في بيانه الختامي: لطالما كانت كرة القدم في صميم حياتي... أقدّر كل ما قدمته لي هذه اللعبة والعمل مع بي بي سي.
رحيله، رغم كونه جزءاً من خطة مسبقة لنهاية الموسم، يأتي بطابع درامي يعكس الجدل المتواصل حول حرية التعبير وحدودها في الإعلام العام.