سارة الأميري: إعداد الطلبة للمستقبل يتطلب تحوّلاً بالتفكير التربوي - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سارة الأميري: إعداد الطلبة للمستقبل يتطلب تحوّلاً بالتفكير التربوي - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:24 صباحاً

تقرير: محمد نعمان 

أكدت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن المرحلة المقبلة تتطلب انتقالاً نوعياً في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، لا بوصفه أداة تقنية فحسب، بل عنصراً بنيوياً يعيد تشكيل العملية التعليمية من جذورها.

حدّدت الوزيرة، في مقالة نشرت في مدونة عبر البوابة الرسمية لحكومة الإمارات، 4 أدوار رئيسية للذكاء الاصطناعي في التعليم، مؤكدة أهمية تحديد هذه الأدوار بوضوح لضمان أن يكون اعتماده مقصوداً وفعّالاً، لا مجرد تطبيق عام يفتقر إلى التوجيه، الدور الأول: الذكاء الاصطناعي أداة يستخدمها الطلبة والمعلمون، وهو ظاهر ومباشر، لكنه محفوف بالمخاطر، إذ يتطلب إتقان المهارات الأساسية أولاً، وتحولات كبيرة في أساليب التدريس التقليدية. أما الثاني، فهو الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية للطلبة والمعلمين، ما يتطلب تنمية الوعي بأساسيات الذكاء الاصطناعي، من حيث متى وكيف ولماذا يُستخدم؟ مع فهم حدوده وتحفظاته وتحيّزاته المحتملة. وأضافت أن الدور الثالث تطوير الذكاء الاصطناعي، بإعداد جيل من المطورين المستقبليين القادرين على برمجته وتطوير أدواته، مزوّدين بالكفاءة التقنية والوعي الأخلاقي. أما الدور الرابع فهو لدعم العمليات التعليمية والإدارية، ويشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المدارس وصنع السياسات التعليمية، بغض النظر عن التحول التربوي.

التوظيف التكنولوجي

وأوضحت الوزيرة، أن التمييز بين هذه الأدوار خطوة أساسية نحو صياغة سياسات تعليمية أكثر دقة وفعالية في عصر الذكاء الاصطناعي. مشددة على أهمية أن يكون التوظيف التكنولوجي داخل المنظومة التعليمية محكوماً برؤية واضحة وواعية.

وشدّدت على أن إعداد الطلبة لعالم يتمحور حول الذكاء الاصطناعي يتطلب تحوّلاً جذرياً في التفكير التربوي، لا مجرد تعديلات هامشية في المناهج أو أساليب التدريس. موضحة أن هذا التحوّل يشمل ثلاث ركائز: أولاها تحديد واضح للمهارات والقيم الأساسية التي يحتاج إليها الطلبة لتحقيق النجاح في المستقبل، مثل التفكير النقدي، والمرونة، والوعي الأخلاقي. ثانياً تصميم نظم تعليمية مرنة وقابلة للتكيف، تدمج أدوات الذكاء الاصطناعي، ضمن سياقات استراتيجية ومدروسة، تُراعي خصوصية البيئات التعليمية المحلية. ثالثاً بناء تعليم قادر على الصمود والتكيّف، بما يسمح له بالاستجابة الفعالة للتحديات غير المتوقعة، وتمكين الطلبة من امتلاك المهارات المتطورة التي يتطلبها اقتصاد المستقبل.

أدوات ذكية

وأضافت سارة الأميري، أن هذه الرؤية، تُمثّل نقطة انطلاق توجّه رحلتنا التعليمية نحو مستقبل أكثر اتزاناً. لأن التقدم الحقيقي ليس باستخدام أدوات جديدة، بل في إعادة تعريف الغايات التربوية، عبر الذكاء الاصطناعي.

ولتحقيق ذلك، حدّدت مجموعة من الأولويات التي ينبغي أن تقود المرحلة المقبلة، وهي: «تعزيز المهارات الأساسية بعمق داخل النظام التعليمي، لضمان قدرة الطلبة على التفكير والتحليل والفهم، قبل الاعتماد على أي أدوات ذكية. تدريس الذكاء الاصطناعي بصورة شاملة ومتوازنة، تبرز منافعه وتحدياته، وتساعد الطلبة والمعلمين على التعامل معه بوعي نقدي. وتحويل الممارسات التربوية بالتعاون مع المعلمين، بوصفهم شركاء في قيادة التغيير، لا مجرد منفّذين له. ودعم مطوريه ورعايتهم، لتمكينهم من بناء أدوات المستقبل بروح أخلاقية ووعي مجتمعي. دمجه في العمليات التعليمية والإدارية، بما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية، من دون الإخلال بالرؤية التربوية الأشمل. وقبل كل شيء، إعادة توجيه التعليم ليتمحور حول احتياجات الإنسان، لا حول إمكانات التقنية فحسب.وأكدت أن هذا التوجه لا يُمثّل مقاومة للتغيير، بل هو تَبَنٍّ واعٍ له، يهدف إلى توجيهه نحو ما هو أكثر أهمية وجوهرية. وقالت «في خضمّ هذا التسارع التكنولوجي، علينا أن نضمن أن يظلّ نمونا متمركزاً حول الإنسان، لا أن نخضع لمنطق الأدوات، بل نعيد تسخيرها».

جوهر التعليم

وقالت «إن أولوية المرحلة المقبلة تتمثل في بناء القدرات البشرية، كونها جوهر العملية التعليمية وغايتها القصوى. مشددة على أن التقنية مهما بلغت من تطور، لا يمكن أن تحل محلّ الحكم البشري، أو القيم، أو القدرة على اتخاذ القرار في بيئات تتّسم بالغموض والتعقيد. وهذه السمات الإنسانية تظل ضرورية لقيادة ناجحة، يجب أن نحرص على أن تبقى إنسانيتنا في صلب كل تقدم نحققه، وأن نضمن أن تكون الأدوات في خدمة البشر، لا العكس».

مقايضة خطرة

وحذّرت سارة الأميري، من أن إدخال هذه التكنولوجيا بتسرّع وعدم دراسة قد يؤدي إلى مقايضة خطرة بين الكفاءة القصيرة المدى والإمكانات البشرية الطويلة الأمد. داعية إلى تفاعل هادف وواعٍ مع الذكاء الاصطناعي، يتجاوز التوظيف السطحي نحو فهم أعمق لدوره ومحدوديته.

وأضافت «كل تقنية، مهما بلغت من ذكاء، لن تصنع مستقبلاً أفضل ما لم نضع الإنسان في القلب من كل معادلة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق