وأشار التقرير إلى أن تقلبات الأسعار في القطاع مرتبطة بالتصعيد العسكري وتعطّل حركة البضائع، لا بعوامل السوق التقليدية، ما يزيد من الضغط على المواطنين ويؤثر بشكل كبير على المؤشر العام لأسعار المستهلك.

وفي السياق ذاته، أكدت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة أن الإغلاق المتواصل للمعابر تسبب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تجاوزت 500% منذ مارس الماضي.

و كشف الناشط المجتمعي صائب عيد، المشرف على مخيم للنازحين في البريج، في تصريحات صحفية، عن تصاعد كارثي في أزمة الجوع، حيث ارتفع عدد ضحايا التجويع إلى أكثر من 60 شهيداً، معظمهم من الأطفال.

وأوضح عيد أن المواد الغذائية الأساسية أصبحت شبه معدومة، مشيراً إلى أن الحصار الإسرائيلي طال حتى التكايا ولجان الإطعام التي كانت تقدم وجبات للمحتاجين.

و قفز سعر كيس الطحين إلى 1500 شيكل (مقارنة بـ600 شيكل قبل مارس)، فيما بلغ سعر كيلو الأرز أو العدس نحو 50 شيكلاً، وتكاليف إعداد "تكية عدس" تجاوزت 1000 شيكل، مقارنة بـ100 شيكل سابقاً.

كما شهدت أسعار الخضروات ارتفاعات صادمة، حيث يباع أقل كيلو من الخضار بـ35 شيكلاً، في حين وصل سعر كيلو البطاطا إلى 50 شيكلاً.

وتداول رواد مواقع التواصل منشورات تظهر أسعاراً خيالية، حيث تُباع البصلة الواحدة بـ50 شيكلاً، لتتحول من غذاء بسيط إلى "رمز لوجع لا يُحتمل"، على حد وصف النشطاء. كما وصل سعر البيضة الواحدة إلى 20 شيكلاً، ما جعل كثيرين يتساءلون: "هل ما نأكله بيض أم ذهب؟".

ومع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي هجماته على القطاع في إطار ما يسمى بـ"عملية عربات جدعون"، تزداد الأزمة المعيشية سوءاً. فإلى جانب الجوع، يعاني السكان من توقف شبه كامل للحياة الاقتصادية، شح السيولة، وغياب فرص العمل، في ظل صمت دولي لا يتعدى التصريحات الدبلوماسية الخجولة حول ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية.