في موسم الإنفلونزا لعام 2019-2020، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 56 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.

ذهب نحو 40% من تلك الحالات إلى المستشفيات بأعراض تتضمن آلاماً في المفاصل والعضلات بحسب ما نشره موقع مركز السيطرة على الأمراض.

قال الدكتور توماس دونالدسون، رئيس قسم جراحة العظام في المركز: «آلام العضلات ليست ممتعة أبداً إذا صاحبها أحد فيروسات الإنفلونزا، وقد تثير القلق لدى المرضى».

وأضاف أنها يمكن أن تكون آلاماً مبرحة ومفاجئة على مدار اليوم، للأشخاص الذين يعانون بالفعل مشاكل في صحة المفاصل أو العظام.

ما هو ألم المفاصل المفاجئ؟

ألم المفاصل المفاجئ هو شعور بالألم أو الانزعاج والذي يظهر بشكل غير متوقع في مفصل أو أكثر من مفاصل الجسم، دون إصابة واضحة أو سابق إنذار.

يمكن أن يكون الألم خفيفاً أو شديداً، وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل:

•تورم في المفصل.

•احمرار أو دفء في المنطقة.

•صعوبة أو تيبّس في الحركة.

•ألم يزداد مع الحركة أو حتى في حالة الراحة.

الإنفلونزا وألم المفاصل

الإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد، بل هي عدوى فيروسية حادة تؤثر في الجسم كله، وغالباً ما تُسبب أعراضاً تتجاوز السعال والحمى، ومنها ألم المفاصل.

لماذا تُسبب الإنفلونزا ألماً في المفاصل؟

عندما يصاب الجسم بالإنفلونزا يُفعّل الجهاز المناعي آليات دفاع تشمل إطلاق الأجسام المضادة والبروتينات مثل السيتوكينات، والتي قد تسبب التهاباً مؤقتاً في المفاصل.

ولا يُهاجم فيروس الإنفلونزا المفاصل مباشرة، ولكن التفاعل المناعي مع الفيروس يؤدي إلى التهاب في المفاصل، ما يسبب ألماً شبيهاً بألم التهاب المفاصل.

كما أن الإنفلونزا تُضعف الجسم بالكامل، وقد يُسهم التعب العضلي وقلة الحركة أثناء المرض في تفاقم الشعور بالألم والتيبّس في المفاصل.

أعراض التهاب المفاصل التفاعلي

عند الإصابة بفيروس يطلق الجسم استجابة مناعية، حيث يرسل أجساماً مضادة لتحديد مكان الفيروس ومهاجمته ومنعه من الانتشار.

قال الدكتور دونالدسون: «الألم الذي تشعر به في المفاصل عند الإصابة بالإنفلونزا ناتج عن استجابة الجسم المناعية، وليس بسبب الفيروس نفسه».

وبمجرد أن ترتبط الأجسام المضادة بفيروس الإنفلونزا يُنتج الجسم نوعاً من البروتينات لقتل الفيروس، وهذا البروتين هو ما يسبب الأعراض، بحسب دونالدسون.

إضافة إلى ذلك، تقوم خلايا الدم البيضاء بإنتاج السيتوكينات، وهي بروتينات صغيرة تُستخدم في الإشارات بين الخلايا، ما يسبب ما يعرف بالالتهاب التفاعلي في العضلات والمفاصل.

أمراض المناعة الذاتية وألم المفاصل

أمراض المناعة الذاتية هي حالات يهاجم فيها الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا وأنسجة الجسم السليمة بدلاً من محاربة الأجسام الغريبة مثل الفيروسات والبكتيريا.

ومن أبرز الأنسجة التي تتأثر بهذه الهجمات المفاصل.

ومن أمراض المناعة الذاتية الشائعة التي ترتبط بألم المفاصل التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتويد) الذي يهاجم المعصم واليدين.

علامات الخطر التي تستدعي التدخل الطبي العاجل

من المتعارف عليه أن الآلام والأوجاع الناتجة عن الإنفلونزا تكون مؤقتة، وبمجرد أن يتمكّن الجسم من مقاومة العدوى، يخف الألم.

ولكن، إذا استمرت الأعراض أو بدأت تزداد سوءاً بشكل كبير، فقد يكون هناك سبب أعمق وأكثر خطورة، كما أكد الدكتور دونالدسون.

وعلى الرغم أنه من الشائع الشعور بتيبّس أو ألم في المفاصل، أوضح دونالدسون أنه ينبغي أن تكون قادراً على تحريك المفاصل بالكامل.

وتابع: «حتى لو كان الأمر غير مريح، يجب أن تظل لديك القدرة الكاملة على تحريك مفاصلك».

ويحذّر: «إذا فقدت القدرة على الحركة أو لاحظت احمراراً أو تورماً في المفصل فعليك التفكير في مراجعة الطبيب».

كما أنه إذا استمر الألم أكثر من أسبوعين بعد زوال الأعراض الأخرى، أو إذا كان هناك تيبس واضح في المفاصل، أو ظهرت علامات عدوى بكتيرية مثل سعال بمخاط أصفر أو أخضر يجب عليك القلق ومراجعة طبيبك.