نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في أول قدّاس له.. البابا ليو الرابع عشر يأسف لتراجع الإيمان أمام «السلطة» - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 02:12 مساءً
الفاتيكان - أ ف ب
أسف البابا الجديد ليو الرابع عشر، الجمعة، لتراجع الإيمان لحساب «يقينيات أخرى مثل التكنولوجيا والمال والنجاح والسلطة واللذة» وذلك خلال قداسه الأول كرئيس للكنيسة الكاثوليكية في كنيسة سيستينا في الفاتيكان.
وقال البابا في عظة ألقاها بالإيطالية أمام الكرادلة «لهذا السبب بالضبط فإن المهمة ملحة (...) لأن الافتقار إلى الإيمان يؤدي غالباً إلى مآسٍ».
وترأس الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست الذي أصبح، الخميس، في سن التاسعة والستين أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، قداساً في كنيسة سيستينا قبل سلسلة من المناسبات ستكون خلالها تصرفاته وكلامه موضع ترقب كبير.
عند الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (الساعة التاسعة ت غ) بدأ البابا الجديد ليو الرابع عشر الشغوف بالتاريخ المسيحي وبالرياضيات، بالاحتفال بهذا القداس مع الكرادلة والذي تنقله وسائل إعلام الفاتيكان وسيلقي خلاله أول عظة له بصفته الحبر الأعظم الجديد وهي كلمة مرتقبة جداً.
خلال أول ظهور له مساء الخميس، أمام الحشود الكبيرة في ساحة القديس بطرس توجه البابا الذي اختار اسم ليو الرابع عشر إلى أكثر من 1,4 مليار كاثوليكي في العالم، قائلاً في مطلع كلمته «السلام معكم جميعاً!» بلغة إيطالية طغت عليها اللكنة الأمريكية. وأضاف متأثراً: «شكرا للبابا فرنسيس» الذي توفي في 21 نيسان/ إبريل عن 88 عاماً. كذلك شكر زملاءه الكرادلة على انتخابه.
وعند خروجه إلى شرفة بازيليك القديس بطرس استقبلته حشود المؤمنين والسياح الذين بلغ عددهم نحو مئة ألف شخص بحسب الفاتيكان، بالتصفيق الحار في حين قرعت أجراس الكاتدرائية لأكثر من ساعة بعد تصاعد الدخان الأبيض من المدخنة التي وضعت على سطح كنيسة سيستينا.
وقال الكادرينال الفرنسي فرنسوا -كزافييه بوستيو: «إنه لطيف وعازم. البابا ليو الرابع عشر سيضفي مواهبه الخاصة على الكنيسة وهذا أمر إيجابي جداً».
وتتالت ردود الفعل الدولية على انتخاب البابا، من لبنان إلى إسبانيا مرواً بإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وهنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البابا الجديد، مؤكداً أنه «شرف عظيم» للولايات المتحدة أن يكون أمريكياً، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن تكون «الحبرية الجديدة حاملة سلام وأمل».
وأعرب الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي عن أمله في أن يستمر الفاتيكان في دعم كييف «معنوياً وروحياً»، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثقته بأن التعاون البناء سيتواصل بين روسيا والفاتيكان.
«إرث فرنسيس»
وأثار انتخابه مشاعر فخر في البيرو، حيث أمضى البابا الجديد سنوات طويلة. وقال لويس البرتو باريرا أسقف مدينة إيل كاياو: «أبدى قرباً مع الناس وبساطة».
وفي مدينة هيوستن الأمريكية، أكدت أزول مونتيمايور البالغة 29 عاماً: «آمل فقط أن يحمل إرث فرنسيس آمل ألا ينجرف وراء أيديولوجية محافظة أكثر كما يحصل الآن في الولايات المتحدة مع الرئيس ترامب».
وقبل انتخابه كان نشطاً جداً على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يتردد عبر منصة «إكس» بالقول إن «جاي دي فانس على خطأ» لأن «المسيح لا يتطلب منا وضع تراتبية لحبنا للآخرين».
في الأيام المقبلة يشارك ليو الرابع عشر في عدة مناسبات منها صلاة ريجينا كويلي الأحد عند الساعة 12,00 (الساعة العاشرة ت غ) وسيلتقي صباح الاثنين الصحفيين في الفاتيكان.
وستكون أولى تحركاته وتصرفاته تحت المجهر: فهل سيقيم في بيت القديسة مارتا على غرار البابا فرنسيس أو سيعود إلى الجناح الفاتيكاني المخصص للبابا؟ وما هي القرارات الأولى التي سيتخذها؟
وكثيرة هي التحديات التي تنتظر البابا الجديد، من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مروراً بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال وتراجع الدعوات الكنسية.
ولا بدّ له من أن يعيد اللحمة إلى التيّارات المختلفة في المؤسسة الكنسية التي تشكل تعايشاً بين قارة أوروبية تتمسّك بالعلمانية إلى حدّ بعيد و«أطراف» كانت محببة للبابا فرنسيس تنمو فيها الكنيسة سريعاً، كذلك سيكون عليه أن يهدىء الكوريا الرومانية التي فيها بعض أشدّ المعارضين للبابا الراحل وإصلاحاته وأن يتعامل مع نزاعات عدة تهزّ العالم.
«برنامج اجتماعي»
وشددت صحيفة الـ«ميسجاجيرو» الجمعة، على أن ليو الرابع عشر يحمل «في اسمه برنامجاً اجتماعياً».
وهو البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية وأول حبر أعظم يأتي من الولايات المتحدة والرابع على التوالي غير إيطالي بعد البولندي يوحنا بولس الثاني (1978-2005) والألماني بنديكتوس السادس عشر (2005-2013) والأرجنتيني فرنسيس (2013-2025).
وانتخب البابا ليو الرابع عشر في اليوم الثاني من التئام مجمع الكرادلة. وأجمعت غالبية الثلثين على اسمه، أي أنه حصد 89 صوتاً على الأقلّ لكن نظراً للسرية المطلقة المحيطة بالمجمع المغلق، لا يفصح عن تفاصيل العملية الانتخابية.
يعتبر روبرت بريفوست مستمعاً جيداً ويصنّف بين المعتدلين، له خبرة في العمل بين الناس على الأرض وداخل الفاتيكان.
ويؤشر انتخاب بريفوست الذي عُيّن كاردينالاً في العام 2023، إلى رغبة في الاستمرار على نهج البابا فرنسيس وإن كان يرجّح أن البابا ليو الرابع عشر سيلتزم أكثر من البابا الراحل ببروتوكول الفاتيكان والتقاليد التي كان فرنسيس متمرّداً عليها.
وقال فرنسوا مابيي مدير مرصد الأديان الجيوسياسي: إن اختياره «يجمع في آن بين تعارض مع الحكومة الأمريكية وأخذ للمعايير الجيوسياسية بالاعتبار». وأضاف: إن انتخابه «هو أيضاً من خلال اختياره اسم ليو الرابع عشر ومن خلال عمله التبشيري على الأرض، رابط يقام مع أمريكا اللاتينية حيث كان يقيم».
0 تعليق