في ذكرى رحيله.. توفيق الحكيم رائد المسرح الذهني ومؤسس الأدب المسرحي الحديث في مصر - الهلال الإخباري

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في ذكرى رحيله.. توفيق الحكيم رائد المسرح الذهني ومؤسس الأدب المسرحي الحديث في مصر - الهلال الإخباري, اليوم السبت 26 يوليو 2025 11:07 صباحاً

في مثل هذا اليوم، السادس والعشرين من يوليو، تحل ذكرى وفاة الكاتب الكبير توفيق الحكيم، أحد أبرز أعمدة الأدب العربي والمسرح في القرن العشرين، وصاحب إسهامات لا تُنسى في إثراء الوجدان الثقافي والفكري المصري والعربي. 

 

امتدت مسيرته الإبداعية لأكثر من ستة عقود، مزج فيها بين الفن والفكر والفلسفة بأسلوب متفرد جعله مدرسة قائمة بذاتها، وفيما يلي نستعرض أبرز محطات حياته وإرثه الأدبي والفكري الذي لا يزال حيًا بيننا.

النشأة والتكوين الثقافي المبكر
 

وُلد توفيق الحكيم  في 9 أكتوبر عام 1898 بمحافظة الإسكندرية، ونشأ في بيئة تجمع بين الجذور المصرية والأصول التركية من ناحية الأم، ما وفر له تربية أرستقراطية غنية بالثقافة والفنون. تلقى تعليمه في دمنهور ثم بالقاهرة، وانخرط مبكرًا في الحياة العامة، حيث اعتُقل على خلفية مشاركته في ثورة 1919، وهو ما شكّل بدايات وعيه السياسي والثقافي.

بعثته إلى فرنسا وتأثره بالثقافة الغربية

 

سافر الحكيم إلى باريس في عشرينيات القرن الماضي ضمن بعثة حكومية لدراسة القانون، إلا أن سحر الثقافة الفرنسية والفن الأوروبي جذباه إلى عالم المسرح والمتاحف.

 

قضى سنواته في فرنسا ما بين اللوفر، والمسارح، والصالونات الأدبية، ليعود إلى مصر دون أن يُكمل دراسته الأكاديمية، لكنه عاد محملًا برؤية ثقافية واسعة أثّرت في مسيرته الفنية لاحقًا.

المسرح الذهني.. ابتكار مصري خالص
 

يُعتبر توفيق الحكيم الأب الروحي لما أُطلق عليه "المسرح الذهني"، وهو نوع مسرحي يركّز على الفكرة والتأمل أكثر من التمثيل الفعلي، هذا التيار بدأه بمسرحيته الشهيرة "أهل الكهف" عام 1933، التي مثّلت ثورة في تاريخ المسرح العربي وأصبحت علامة فارقة في الأدب المصري. 

 

ومنذ تلك اللحظة، قدم الحكيم عشرات المسرحيات التي تناقش القيم الوجودية، والعدالة، والحرية، منها: شهرزاد، إيزيس، لعبة الموت، رحلة إلى الغد، شمس النهار.

روايات تلامس الروح وتكشف المجتمع

 

إلى جانب إبداعه المسرحي، قدم الحكيم عددًا من الروايات البارزة التي ترصد التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر بأسلوب سردي بسيط وعمق فلسفي بالغ. 

 

من أشهر أعماله: عودة الروح التي ألهمت ثورة يوليو، ويوميات نائب في الأرياف التي سلطت الضوء على فساد الإدارة الريفية، وعصفور من الشرق التي ترصد صدام الشرق بالغرب من خلال تجربة شخصية.

محطات مهنية بارزة ومناصب ثقافية رفيعة

 

تولى توفيق الحكيم عدة مناصب ثقافية مهمة، منها: نائب المدعي العام، ومفتش بوزارة المعارف، ومدير قسم المسرح والموسيقى، ثم مندوب مصر في اليونسكو، وعضو هيئة تحرير صحيفة "الأهرام"، وعضو في المجلس الأعلى للفنون والآداب. وكان دائم الحضور في المشهد الثقافي، مشاركًا برؤاه النقدية وتحليلاته العميقة.

صراعات أدبية ومواقف فكرية جريئة

 

لم يكن توفيق الحكيم مجرد أديب صامت، بل خاض معارك فكرية شرسة، أبرزها خلافه مع طه حسين حول شكل اللغة المسرحية، فضلًا عن نقده اللاذع لنظام عبد الناصر بعد نكسة 1967 في كتابه الشهير عودة الوعي، الذي أثار ضجة واسعة وقتها، عرف عنه استقلاليته الفكرية وجرأته في التعبير عن مواقفه دون مواربة.

التكريم والجوائز
 

نال الحكيم العديد من الجوائز والأوسمة، تقديرًا لمكانته الأدبية، منها: قلادة الجمهورية عام 1958، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وقلادة النيل عام 1975، كما منحته أكاديمية الفنون الدكتوراه الفخرية.

رحيله وإرثه الباقي

 

توفي توفيق الحكيم في 26 يوليو 1987 عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا لا يُضاهى، ما زالت أعماله تُدرس وتُعرض حتى اليوم، وتُعد مرجعًا أساسيًا لكل من يرغب في فهم تطور الأدب المسرحي والفكر الفلسفي العربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق