لم تكن ثورة 23 يوليو 1952 مجرد حدث سياسي غيّر مجرى تاريخ مصر، بل كانت شرارة ألهمت صُنّاع الفن والإبداع لتوثيقها في السينما والدراما، فقد تحوّلت لحظة قيام الثورة وما تبعها من تحولات سياسية واجتماعية إلى مادة خصبة للأفلام والمسلسلات التي مزجت بين الدراما والرؤية الوطنية، فأنجبت أعمالًا شكلت وجدان أجيال كاملة، ورسخت قيم التحرر والعدالة والمساواة.

أفلام وثقت روح الثورة وتحولات المجتمع

"الله معنا".. بداية التمرد السينمائي على العهد القديم يُعد فيلم الله معنا (1952) من أوائل الأعمال التي عالجت فساد النظام الملكي وسلبيات الهزيمة في حرب فلسطين ورغم الصعوبات الرقابية التي واجهته، خاصة فيما يخص مشاهد الرئيس محمد نجيب، فإن عرض الفيلم تم بعد موافقة الرئيس جمال عبد الناصر، ليصبح أول بشائر التغيير في السينما المصرية بعد الثورة.

"رد قلبي".. قصة حب ترمز للعدالة الاجتماعية
 

من أشهر الأعمال التي جسدت أجواء ما قبل الثورة، فيلم رد قلبي (1957) المستوحى من رواية يوسف السباعي. تدور أحداثه حول قصة حب بين ضابط فقير وابنة باشا تعكس التفاوت الطبقي آنذاك، وينتهي الفيلم بانتصار الثورة، لتتجسد قيم العدالة الاجتماعية في قالب رومانسي ودرامي.

"القاهرة 30".. تشريح الفساد قبل يوليو
 

أبدع المخرج صلاح أبو سيف في تقديم رواية نجيب محفوظ القاهرة 30، التي تكشف كيف كان الفساد متغلغلًا في الدولة الملكية، مسلّطًا الضوء على الأسباب التي أدت إلى انفجار الغضب الشعبي وتشكيل وعي ثوري.

"في بيتنا رجل".. المقاومة في وجه القهر
 

يناقش الفيلم المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس التضحيات الوطنية لشاب ثوري يقاوم الاحتلال والسلطة المتواطئة معه، أخرجه صلاح أبو سيف، وكان تجسيدًا للبطولة الفردية في وجه الاستبداد، ومقدمة درامية لروح الثورة.
 

"غروب وشروق".. نقد ما قبل الثورة من الداخل

يكشف الفيلم كيف كان الجهاز الأمني للملك يحكم بقبضة حديدية، ويستعرض التحولات الفكرية لشخصيات عاصرت القمع ثم قررت التمرد، في إسقاط واضح على مرحلة ما قبل الثورة.

"الباب المفتوح".. نضوج الوعي النسائي والسياسي

قامت الفنانة فاتن حمامة ببطولة هذا الفيلم المقتبس عن رواية لطيفة الزيات، الذي يسلط الضوء على المرأة المصرية ودورها في الحراك المجتمعي الذي سبق الثورة، في محاولة لربط التحرر الاجتماعي بالتحرر السياسي.

"ناصر 56" و"جمال عبد الناصر".. توثيق مسيرة القائد

جسّد الفنان أحمد زكي شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56، الذي ركّز على قرار تأميم قناة السويس، أحد أبرز نتائج ثورة يوليو. 

كما قدّم خالد الصاوي بعد ذلك سيرة عبد الناصر كاملة في فيلم توثيقي درامي بعنوان جمال عبد الناصر.

"أيام السادات".. من ضابط ثائر إلى رئيس دولة
 

استعرض الفيلم مشوار الرئيس أنور السادات من مشاركته في الثورة كأحد الضباط الأحرار وحتى توليه رئاسة الجمهورية، مؤكدًا كيف أثمرت الثورة عن قادة صنعوا الفارق في تاريخ الأمة.
 

"رد قلبي".. النسخة الدرامية التي أعادت إحياء الأسطورة

في عام 1998، تم تحويل فيلم رد قلبي إلى مسلسل درامي بنفس الاسم، قدم القصة الشهيرة للجيل الجديد، مستعيدًا أجواء ما قبل الثورة والتحولات الطبقية التي قلبتها رأسًا على عقب.

مسلسلات أخرى وثّقت الحقبة من الملك فاروق إلى داليا المصرية

قدمت الدراما المصرية أعمالًا تناولت فترات ما قبل الثورة بشكل غير مباشر، منها الملك فاروق، أوراق مصرية، بنت أفندينا، بنت اسمها ذات، وداليا المصرية، كل عمل منها سلّط الضوء على زوايا مختلفة من الحياة السياسية والاجتماعية في العهد الملكي وحتى قيام الثورة.