نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عاطف سالم.. مخرج غيّر القوانين وجسّد نبض الأسرة المصرية - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 09:06 صباحاً
في مثل هذا اليوم، 23 يوليو، وُلد أحد أعمدة السينما المصرية، المخرج الكبير عاطف سالم، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن السابع من خلال أعماله التي جسدت الواقع المصري بحبكة درامية وإنسانية فريدة، لم يكن مجرد مخرج تقليدي، بل كان صاحب رؤية مغايرة اختار أن ينحاز للبسطاء، وينقل نبض الشارع والأسرة المصرية على الشاشة الكبيرة.
وفي ذكرى ميلاده، نُسلّط الضوء على أبرز المحطات التي صنعت مسيرته السينمائية وأثرت وجدان أجيال من المشاهدين.
نشأة مختلفة وبداية مبكرة
وُلد عاطف سالم في 23 يوليو 1927 بمدينة الأبيض بالسودان، حيث كان والده يعمل هناك كضابط مصري.
عاد إلى مصر في سن مبكرة، وهناك بدأت ملامح شغفه بالسينما تتشكل. دخل المجال الفني من بوابة التمثيل عام 1944، حين شارك في فيلم "ماجدة"، لكنه سرعان ما اتجه للعمل خلف الكاميرا، مساعدًا لكبار المخرجين مثل أحمد بدرخان وأحمد جلال، ليصقل موهبته ويكتسب خبرة فتحت أمامه الطريق نحو الإخراج.
الانطلاقة الأولى كمخرج
في عام 1952، أخرج عاطف سالم أول أفلامه "الحرمان"، الذي كشف منذ البداية عن توجهه الفني واهتمامه بالدراما الإنسانية.
امتاز بأسلوبه الواقعي البعيد عن التجميل، والاقتراب من النفس البشرية والصراعات الاجتماعية. تميز سالم منذ البداية بقدرته على تقديم موضوعات جادة بلغة سينمائية بسيطة لكنها مؤثرة.
الواقعية الاجتماعية
كان عاطف سالم من أوائل المخرجين الذين تبنوا الواقعية الاجتماعية في السينما المصرية، مجسدًا هموم الناس اليومية، وتفاصيل الحياة العائلية.
أبرز ما يُثبت ذلك هو فيلمه الشهير "صراع في النيل" (1959)، الذي دارت أحداثه بالكامل على متن مركب في قلب النيل، وشكل تجربة سينمائية غير مسبوقة حينها.
أفلامه مثل "أم العروسة"، و"الحفيد"، و"إحنا التلامذة"، تناولت الأسرة المصرية وعلاقاتها المعقدة، مقدمًا شخصيات أقرب ما تكون إلى الواقع من أي وقت مضى.
التأثير القانوني لفنّه
من أبرز أفلامه "جعلوني مجرمًا" (1954) من بطولة فريد شوقي، الذي لم يكتفِ بتحقيق نجاح جماهيري كبير، بل أدى إلى تعديل قانوني حقيقي في مصر، حيث تم إلغاء السابقة الأولى من السجل الجنائي لمن يُثبت حسن سيره وسلوكه وهو ما يعكس قوة تأثير الفن حين يخرج من قلب الواقع.
تعاون مثمر مع نجيب محفوظ
كان لعاطف سالم تعاون بارز مع الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث أخرج عدة أفلام مقتبسة من رواياته، منها "خان الخليلي" (1967) و"النمرود".
امتاز تعامله مع أدب محفوظ بذكاء بصري وقدرة على ترجمة النصوص الأدبية إلى مشاهد تنبض بالحياة، دون الإخلال بجوهر العمل الأدبي.
أفلام وطنية قصيرة
لم يكن سالم غائبًا عن الأحداث الوطنية؛ فقد قدّم مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة التي دعمت ثورة يوليو وبناء الدولة الحديثة، منها: "فجر جديد"، "السد العالي"، "ثورة اليمن"، و"الرمال الخضراء"، استخدم فيها السينما كأداة لتوثيق وتحفيز الوعي الوطني.
رصيد ضخم وجوائز رفيعة
طوال مسيرته، أخرج أكثر من 70 فيلمًا روائيًا، بين الاجتماعي والسياسي والتاريخي، نال عنها إشادات واسعة من النقاد والجماهير على حد سواء.
وفي عام 1999، حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون، تقديرًا لعطائه الغزير وتأثيره العميق على السينما المصرية.
النهاية وانطفاء الكاميرا
تُوفي عاطف سالم في 30 يوليو 2002 بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا سينمائيًا غنيًا لا يزال حيًا في ذاكرة محبي السينما.
0 تعليق