في مشهد إنساني مؤثر، تصدّر الفنان السوري أيهم عيادة عناوين الأخبار ومنصات التواصل بعد تداول فيديو له وهو يجلس على رصيف أحد شوارع دمشق، يبيع الحلوى للمارة.

كشف المقطع عن واقع قاسٍ يعيشه أحد نجوم المسلسل الشهير «باب الحارة»، بعد سنوات من الغياب عن الشاشة.

فنان منسيّ رغم البصمة المميزة

أيهم عيادة، وإن لم يكن من أبطال الصف الأول في «باب الحارة»، إلا أن حضوره اللافت وأداءه الصادق جعلاه أحد الوجوه المألوفة في بدايات المسلسل.

لكن يبدو أن الأوضاع في سوريا في وقت سابق غيّرت المعادلة، فغاب عن المشهد الدرامي كما غاب عنه الدعم.

يبيع الحلوى.. خيار الضرورة لكسب لقمة العيش

أظهر الفيديو أيهم عيادة جالساً إلى جوار طاولة بسيطة يعرض فوقها الحلوى، وقد صرّح بأنه لا يزال شغوفاً بالتمثيل، وينتظر أي فرصة للعودة. وأكد أن الغياب لم يكن اختياراً بل نتيجة انعدام الفرص.

وأضاف أنه حالياً يكسب رزقه عن طريق بيع الحلويات للمارة في شوارع دمشق.

تفاعل وتعاطف واسع على السوشيال ميديا

سرعان ما انتشر الفيديو بشكل واسع عبر فيسبوك، تويتر وإنستغرام، مرفقاً بتعليقات حزينة وغاضبة، بعضها يطالب بدعمه، وآخرون يلومون نقابة الفنانين السورية على تجاهل أعضائها.

كتب أحد المعلقين: «لا يعقل أن تصل الحال بأحد وجوه الدراما السورية إلى الرصيف.. أين النقابة؟ أين المسؤولية؟».

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من نقابة الفنانين أو الجهات الإنتاجية.

كما لم تُرصد مبادرات دعم للفنان، رغم موجة التعاطف الواسعة، مما يفتح الباب أمام أسئلة أكبر حول حال الفنانين المنسيين.

وجه مألوف في الدراما السورية

لمن لا يعرفه جيداً، فإن الفنان السوري أيهم عيادة ليس غريباً عن الشاشة الصغيرة.

فقد شارك في العديد من الأعمال الدرامية السورية، لكنه حفر اسمه في ذاكرة الجمهور العربي من خلال مشاركته في المسلسل الشهير «باب الحارة»، الذي يُعد من أبرز الإنتاجات التلفزيونية في تاريخ الدراما الشامية.

«نادر» قهوجي الحارة الذي دخل كل بيت

في «باب الحارة»، جسد عيادة شخصية «نادر»، الشاب الذي كان يعمل في قهوة «أبو حاتم»، أحد الأماكن المركزية في الحارة السورية داخل المسلسل.

ورغم أن الدور كان ثانوياً، إلا أن ظهور عيادة في الأجزاء الأولى من العمل جعله وجهاً مألوفاً لدى ملايين المتابعين في العالم العربي، خاصة مع النجاح الساحق الذي حققه العمل منذ انطلاقه عام 2006.

«باب الحارة».. ظاهرة فنية لا تتكرر

انطلق مسلسل «باب الحارة» كتوثيق درامي للحياة الاجتماعية في دمشق خلال فترة الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي، وامتد لأكثر من 12 جزءاً، متجاوزاً كل التوقعات من حيث نسب المشاهدة والانتشار الجماهيري.

ورغم ضخامة الإنتاج والأجور الكبيرة التي حصل عليها النجوم الرئيسيون، إلا أن الكثير من الممثلين الثانويين، مثل أيهم عيادة، لم ينالوا نصيبهم العادل من النجاح المالي، إذ كانت أجورهم متواضعة ولم تؤمّن لهم استقراراً اقتصادياً على المدى الطويل.

هل يعود أيهم عيادة إلى الشاشة؟

رغم الصدمة، لم يغلق الفنان عيادة باب الأمل، فقد عبّر عن استعداده الكامل للعودة إلى التمثيل، إذا ما وجد فرصة مناسبة. وربما يكون هذا الفيديو، رغم قسوته، بداية جديدة تسلط الضوء على مواهب دفنتها الظروف.